الوالي الزاز -كود- العيون///

[email protected]

سلط عبد القادر الفيلالي، رئيس المركز الدولي للوقاية من تجنيد الأطفال، الضوء على إستغلال البوليساريو للأطفال وتجنيدهم، في مداخلة له ضمن إطار الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص بحالات الاتجار بالبشر خلال الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان المنعقد بجنيف.

وأثار عبد القادر الفيلالي، رئيس المركز الدولي للوقاية من تجنيد الأطفال، إنتباه مجلس حقوق الإنسان والنقرر الخاص بحالات الإتجار بالبشر والمنظمات الدولية لإنتهاكات حقوق الإنسان وحالات الإتجار بالأطفال في مخيمات تندوف الخاضعة لسيطرة جماعة البوليساريو المسلحة، معربا عن قلقه إزاء ذلك.

وأكد الناشط الحقوقي، أن عديد التقارير الموثوقة  الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان الدولية وثقت الإنتهاكات الممنهجة لحقوق الأطفال في هذه المخيمات، مشيرا أ الأطفال يتم إستغلالهم من خلال تجنيدهم وتدريبهم كمقاتلين في المستقبل منذ سن مبكرة للغاية، مما يؤدي إلى سرقة طفولتهم وإخضاعهم لتلقين عقائدي مروع.

وإستحضر الفاعل الحقوقي في مداخلته حالة فيلة منت العروسي، والتي تجسد التجاهل القاسي للكرامة الإنسانية في هذه المخيمات، موضحا أنها طفلة تعيش مع أسرتها بالتبني في إسبانيا، مُنعت قسراً من العودة إلى منزلها عندما تخلصت البوليساريو من وثائق سفرها، وتم تهجيرها سراً إلى القنصلية الإسبانية، تاركة أسرتها بالتبني في محنة شديدة، مبرزا أن هذا العمل البغيض المتمثل في الاتجار بالأطفال هو مجرد حالة واحدة من العديد من هذه الحالات التي تم تسجيلها.

وأعرب عبد القادر الفيلالي عن عميق قلقله إزاء صمت الحكومة الجزائرية وتسامحها مع هذه الانتهاكات الجسيمة على أراضيها، محملا إياها بإعتبارها البلد المضيف المسؤولية الكاملة لحماية حقوق الإنسان لجميع الأفراد داخل حدودها، بما في ذلك السكان الذين لا حول لهم ولا قوة في مخيمات تندوف.

وطالب الناشط الحقوقي مجلس حقوق الإنسان بإتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية العاجلة في مخيمات تندوف، داعيا جماعة البوليساريو المسلحة إلى وقف جميع أشكال تجنيد واستخدام الأطفال كجنود، ودعم الحقوق الأساسية للأطفال في المخيمات، حاثا الحكومة الجزائرية على الوفاء بإلتزاماتها بموجب القانون الدولي وضمان وصول مراقبي حقوق الإنسان المستقلين دون عوائق للتحقيق في هذه الانتهاكات وتوثيقها.

ودعا الفيلالي في سياق مداخلته مجلس حقوق الإنسان إلى عدم إلتزام الصمت أمام الانتهاكات الجسيمة في مجال حقوق الإنسان  المرتكبة من طرف البوليساريو في مخيمات تندوف والسعي لتحقيق العدالة والمساءلة، وإستعادة كرامة الأطفال.