حميد زيد – كود//
ما الذي يجعل الموري يضرط أكثر من غيره.
ما الذي يجعل ضرطته مسموعة في كل العالم.
ما الذي يجعل الموري غشاشا أكثر من غيره.
ما الذي يجعله كسولا أكثر من غيره.
ما الذي يجعله فاسدا.
ما الذي يجعل الموري ميالا إلى الارتشاء أكثر من غيره.
ما الذي يجعله لا يبرح مكانه.
ما الذي يجعل الموري عصيا على الديمقراطية. وعلى الحرية. وعلى العدالة.
ما الذي يجعله. وفي أقرب فرصة. يفر من بلاد المور.
ما الذي يجعل الموري مهيأ أكثر من غيره لخرق القانون.
ما الذي يجعله يشحذ أكثر من غيره.
ما الذي يجعله يتزحلق أكثر من غيره.
ومن هذا الذي يريد أن يجعل من الموري إنسانا عنصريا.
من هذا الذي يريد أن يصنع لنا قومية مغربية أقرب إلى نازية جديدة.
من هذا الذي يريد أن يصنع من المورية إيديولوجية قائمة الذات.
من هذا الذي يريد أن يخلق مرضا مغربيا.
وبعد أن كان المغربي منفتحا. وساخرا من نفسه. وغير ممجد لها. وغير مريض بأوهام الهوية. وأمراض الأصل. ظهر بيننا يمين متطرف. وعنصري. وشوفيني. يتخيل مغربيا مثاليا.
ونقيا.
وطاهرا.
ودمه خالص. وعقله متميز عن عقول الآخرين.
فمن هذا الذي يروج لهذا الخطاب.
من هذا الذي يسعى إلى بناء عنصرية مغربية تجاه الآخر.
من هذا الذي الذي يريد أن يخلق مغربيا غير موجود.
فلنكف.إذا. عن هذا العته.
لنكف عن أن نحول الإيديولوجية إلى علم. وإلى تاريخ.
لنكف عن هذا النبش الأركيولوجي غير المجدي.
لنكف عن الحفر.
فقد نخرج الوحش المدفون في تاريخنا. وفي ترابنا. وفي أصلنا. وفي مغربنا.
وقد يكون الموري متميزا. وقد يضرط في نفس الوقت.
وقد يكون حقيرا.
وقد يكون شهما.
وقد يكون غبيا. وقد يكون ذكيا.
مثل كل الناس.وكل الشعوب. وكل الأقوام. وكل الهويات.
فلنكف. إذًا. عن أن نجعل عظما مغربيا هو الأول.
لنكف عن هذه الحماقات.
لنكف عن القول: نحن أول جمجمة. وأول إنسان عاقل.
لنكف عن أن نعتبر أنفسنا أصل البشر.
لأن الإنسان العاقل لا يفتخر بأن جمجمته هي الأقدم.
ولأنه قد تظهر جمجمة أخرى. في مكان آخر. وتزيل جمجمتنا المورية.
وقد يكون الموري كل هذه الأشياء الجميلة التي نقولها عنه. لكن العكس أيضا صحيح.
وقد يكون جبانا. وقد يكون شجاعا.
وقد يكون طيبا. و ودودا. وقد يكون وغدا.
وقد يكون خيرا. وقد يكون الأشر بين كل من حوله.
وقد يكون عقلانيا. وقد يكون غارقا حتى عظمه الموري في الخرافات وفي الدجل.
وقد بدأ الموري الكامل الذي لم يجد التاريخ بكائن مثله.
لقد بدأ هذا الموري يتفشى. تارة باسم التاريخ. وطورا باسم الحفريات. وأحيانا باسم الخصوصية.
ولذلك علينا أن نتحلى بالحذر.
وأن لا نستلم لإغوائه. و لا للراحة التي يمنحها لنا.
فهو لا يكف منذ فترة عن دغدغة مشاعرنا. وعن ترديد ما نحب سماعه.
وإذا أذعنا له.
وإذا طبعنا مع خطابه. واعتدنا عليه. و ذبنا بما يقوله عنا. وانتعشنا به. وصار حقيقة.
فإننا سنصاب بمرض الموري. وهو مرض خطير. ومدمر. ويصيب الأعصاب. والعقل. ويتلف خلايا الهوية. وقد يقضي عليها.