حميد زيد – كود//

متعجرفا.

يظن الخروف الموري أن لا أجمل منه. ولا ألذ.

رافضا للتهجين. و للاختلاط بالسلالات الأخرى. جاعلا من الصردية آرية جديدة.

متطرفا. عنصريا. منغلقا على نفسه.

يمشي مشية الخيلاء.

ناظرا إلى السماء. متكبرا. مبالغا في قيمته. وفي ثمنه.

حذرا.

يحتقر الخروف الموري الخراف الرومانية. والإسبانية. والنيوزيلاندية. والأسترالية.

ويقول لحمها مر.

يقول رخوة.

يقول دبقة.

ولا يلتفت إليها.

مفتخرا بسواد خطمه. و بالكحل في عينيه. وببياض وجه. وقرنيه الملولبين.

ورغم أنه. في حالات كثيرة. يرعى في الأزبال. و يأكل الأكياس البلاستيكية. والقاذورات. فإنه مغرور.

ويعتبر نفسه الأفضل.

ورغم أنه.وفي أحيان كثيرة. لا يجد العلف. ولا التبن. ولا نبتة في أرض بلاد المور. فيصيبه الهزال. فإنه يظل رافعا رأسه إلى السماء.

متظاهرا بالشبع.

مؤمنا بأنه سيد الخرفان.

مقتنعا بأن أجناس الخرفان في العالم كله أقل منه مرتبة.

وأن لا قوام مثل قوامه. ولا كراع مثل أكرعه. ولا شواء مثل شوائه. ولا دوارة مثل دوارته. ولا قديد مثل قديمه.

ولا نظرة مثل نظرته.

وقد ظل الخروف الموري يروج عن نفسه هذا الخطاب. وهذه الصردية.

ويعتبر دمه هو الأنقى.

وهو الألذ.

وبنزعة عنصرية مقيتة. وبدعاية صردية. قلل من شأن سلالات مورية أخرى. مثل السلالة البرگية. التي يمكن أن تكون هي الخروف الموري القديم. الذي استوطن قبل غيره بلاد المور. والدليل على ذلك تواجد البركي في بلاد الأمازيغ. وفي ليبيا. وفي سيوة المصرية.

وهو خروف حر.

ولا يعول على الإنسان كي يقدم له العلف.

لكن الصردي الموري زور التاريخ

وكرس في العقول

وفي بطون المغاربة

أنه الخروف الموري الوحيد

وأنه هو الأصل

وأنه لا كبش مثله

و تأتي سلالات الخرفان الأخرى بعده.

و لطبيعتها

ولخلوها من الدم الموري

يرخص ثمنها.

وتدعم الحكومة مستورديها. حسب الصردية المورية. والبروباغندا التي تعمل منذ سنوات على ترويجها. وحشو عقول الموريين بها.

ومن كثرة سماعهم لها.

صاروا يصدقونها. ويعتبرونها حقيقة. بينما هي مجرد خطاب موري. شوفيني. بدأ قبل ظهور التيار الموري في المغرب.