حميد زيد – كود ///
ما اسمها.
يقول وزير العدل.
ما اسم تلك الجمعية المتمتعة بصفة المنفعة العامة.
هي
هي
اسمها سبارانيسكي. والعهدة على عبد اللطيف وهبي.
وقد يكون اسمها كاسبيرسكي. هذه التي تحمي من الفيروسات.
أو كورساكوف.
أو شوستاكوف. أو أي شيء.
وقد تكون من بلاد السلاف.
قبل أن يذكره الزميل يونس مسكين باسم الجمعية الصحيح.
وكل هذا كي لا ينطق السيد وزير العدل باسم الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة.
رغم أن اسمها رائج. ومعروف. ومترجم.
وكل هذا كي لا يقول ترانسبارنسي المغرب.
وكأنه لا يأخذ الأمور بالجدية اللازمة.
وكأنه يمزح.
وكأنه غير مسؤول.
وكأن الاسم لا يهمه.
وكأنه لا فرق بين الأسماء.
ولذلك فطبيعي. طبيعي جدا. أن يتجشأ الصحفي في منتصف برنامجه.
طبيعي أن ينام في اللايف.
طبيعي أن يذهب إلى حال سبيله.
طبيعي أن يغادر الحلقة.
طبيعي أن تحرض مواقع بعينها على إلياس المالكي.
طبيعي أن يسب وأن يشتم هذا الأخير كل الناس بدعوى الحرية.
طبيعي أن يجد من يدافع عنه.
طبيعي أن يصبح الخارج في الداخل.
والزنقة في البيت.
طبيعي أن يصبح كل هذا العنف. وهذه الإساءة للناس. رأيا. وحقا.
طبيعي أن نختزل الأمر في قضية الأجيال. والتطور.
وأن نستسلم للطوفان.
ولمن يريدون شفط الأموال بكل الوسائل.
طبيعي أن تحدث كل هذه العجائب في المغرب.
فاللغة لم تعد مهمة. لا هي ولا المعنى. ولا الأسماء. ولا العناوين. ولا الأفعال.
ولا فرق بين سيارانيسكي. وترانسبارانسي. بالنسبة إلى وزير في الحكومة.
كما لم تعد هناك حاجة إلى إعداد البرامج.
ولا إلى التكوين.
ولا إلى المراجع اللغوي.
ولا إلى التعلم.
هذه كلها أشياء تنتمي إلى الماضي البعيد ولم تعد ضرورية في الوقت الحالي.
وكل شيء يحدث بسرعة.
ومن تأخر.
ومن حاول أن يهيء نفسه. فلن يربح شيئا.
و سيسبقه منافسوه.
وقد يتقيأ الصحفي الآن في منتصف الحوار.
وقد يخرأ في المقال ولن يسأله أحد.
وقد تزكم الرائحة الأنوف في الفيسبوك.
وبعد أن نشمها. نكتفي بالضحك.
فيا له من عالم جميل ومتقدم وكول هذا العالم الذي نعيشه.
والجديد في هذا التحول أن الناس توقفوا عن الاستغراب.
وكل ما يحدث اليوم طبيعي
وعادي جدا.
ومن صميم العمل الصحفي. ومن صميم العمل السياسي. ومن صميم التأثير. ومن صميم التحولات.
ويدخل في إطار المنافسة.
ولم يعد أحد يندهش.
ولم يعد أحد يشمئز.
ولم يعد أحد يخشى من الذي يقع حوله.
بعد أن طبعنا مع هذا العالم.
ومهما حاولتَ أن تبتعد.
ومهما حاولت أن لا تنتمي إلى هذا العالم الجديد
فلن نستطيع.
لأنه يبتلع كل كل شيء. وكل الناس. وكل الأشياء. وكل القيم. وكل الأفكار.
ورغما عنك أنت في داخله. وخاضع له. وجزء منه.
ولا مسافة صارت موجودة.
ولا تعرف من أين تأتيك الضرطة. ومن أي خط تحريري.
ولا فرق بين المسؤول ومن ينتقده.
ولا فرق بين غاري كاسبوررف. وترانسبارانسي. وتشيكوف. وجمعية المواهب. وبيلانوف. وخروتشوف.
ولا فرق بين مليون ومليار
وبين الخبر الصحيح والفايك
وبين الرأي والشتيمة
وبين المعارضة وبين قذف الدولة بالحجر
فما اسم هذا العصر
قل لنا يا وهبي
ما اسمه
عمِّدْهُ يا وزير العدل
واختر له من الأسماء ما تريد.