1/
تتهم الجماعة بأنها تراهن على أحداث وطنية وإقليمية اليوم لتجاوز خلافاتها الداخلية؟

لا يوجد أي خلاف وسط الجماعة ، والحمد لله، هذه مجرد إشاعة سخيفة يتم ترويجها في كل مناسبة تظهر فيها قوة الجماعة لمحاولة إشغالها بذاتها أو بالرد على هذه تلك الإشاعات الممجوجة. والنظام وأدواته يحاولون عبثا اصطناع هذا ” الخلاف ” وهم بذلك يمنون النفس برهان وحيد لديهم لكبح الجماعة وهو محاولة بث الفرقة في صفوفها بعدما فشلوا في ترويضها واستدراجها إلى بيت الطاعة. فالجماعة تعيش بحمد الله أجواء من التآلف بين أجهزتها وقيادييها، وهذا لا يعني عدم وجود حيوية كبيرة في الآراء والاجتهادات التي تعطي غنى لمبادرات الجماعة وحركتها القوية في الواقع في إطار من الانسجام التنظيمي الذي يلاحظه كل المراقبين. ويكفي دليلا على هذا التواؤم في عمل الجماعة تعاملها مع الحركية الكبيرة التي يعرفها المغرب في الفترة الحالية حيث فوضت لقطاعاتها الشبابية التدبير الكامل للمرحلة، وهذه ثقة كبيرة من كل أجهزة الجماعة في شبابها وهذا ما نعتز به.
أما الحضور القوي للعدل والإحسان في أهم الأحداث فهذا هو الواقع الذي يزعج أركان النظام ومحيطهم ولا يمكن بأي حال أن يرتفع هذا الواقع بالرهان على الأمنيات الحالمة.

2/
تتهم الجماعة أنه في غياب عدم الحسم المنهاجي في مسألة خلافة المرشد، تعتبر الجماعة ما يجري من حراك اجتماعي وشبابي في الوطن هو مقدمات عملية وأركان مادية لانبلاج فجر الثورة السلمية الياسينية؟

 القضايا التنظيمية للجماعة شأن داخلي خاص بها وأستغرب إصرار البعض على حشر أنفه الفضولي في شؤوننا الخاصة، وعلى كل حال فالجماعة جسم حي يتحرك بدينامية كبيرة وقد وفقنا الله سبحانه لمواكبتها بتطور ذاتي  أنتج ثروة تنظيمية كبيرة وهامة ندبر من خلالها كل قضايانا التنظيمية الداخلية في جو الشورى والمحبة والتناصح، أسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة.

أما ما سميته ب ” الثورة السلمية الياسينية” فإنه من الفخر للمغرب  أن يكون من رجاله رجل في قامة الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين الذي أنتج ثروة فكرية واسعة فتحت أمامنا آفاقا رحبة من استقراء الواقع برصانة مشهودة واستشراف مستقبل الأمة العربية والإسلامية بدقة وخبرة كبيرة مبنية على حقول معرفية متنوعة تتداخل فيها أصول الإسلام مع العمق الفلسفي والمعطيات التاريخية. وكل هذا كتب الأستاذ عبد السلام ياسين شقه الأكبر في سبعينات القرن الماضي في شروط مغايرة تماما، وها نحن اليوم نلمس كثيرا من تفاصيل قراءاته الاستشرافية الرصينة في كثير من أقطارنا العربية ومنها المغرب طبعا، التي تستعيد إرادتها لصنع مستقبل مغاير لواقع الاستبداد، لكن مع استحضار ما يؤكد عليه الأستاذ عبد السلام ياسين في شروط القومة في وجه الظلم وهي أن الأمر لا يتعلق بطفرة تبدل الواقع غير الواقع بضربة لازب بل هي صيرورة تبتدئ باستعادة الإرادة المسلوبة وتنمو باكتمال الوعي وتنضج باكتساب مقومات البناء، وهذا كله لن يتم في بيئة معقمة معزولة إنما يتم وسط التدافع المحموم مع أدوات الاستبداد الممانعة لأي تغيير.  وهذه الصورة الواضحة الواقعية هي التي يحاول بعض مناوئي الجماعة  المشاغبة عليها بإثارة بعض الخزعبلات التخريفية والتي لم يعد يصدقها أحد.

3/
انطلاقا مما حدث في خريبكة، تتهم الجماعة بأنها تعد احتجاجات شبيهة بما حدث في كديم إزيك (هذا ما تتهم به الدولة الجماعة) في أفق التغيير السياسي بالمغرب؟

ليس لدينا أي برنامج خاص خارج ما يتفق عليه داخل تنسيقيات 20 فبراير، وهذا تعرفه كل الأطراف الموجودة في التنسيقيات، وشكلت كل المحطات التي أنجزناها جميعا منذ 20 فبراير إلى الآن اختبارا لهذه الإرادة المشتركة، ونحن جميعا مرتاحون لهذا المستوى من التعاون والانسجام، ومحاولة إثارة أكاذيب هيمنة الجماعة غرضه الأساسي هو إحداث شرخ وسط التنسيقيات، وهذه الأخيرة واعية جدا بهذه المناورات اليائسة، وهذا ما نحيي عليه كل شباب ومكونات تنسيقيات 20 فبراير في كل المدن والقرى.