حميد زيد – كود ///
من جاء بكلمة ماستر هذه إلى الجامعة المغربية أول مرة.
من قذف الحرم الجامعي بهذه الشهادة سيئة السمعة.
من أدخلها إلى التعليم كي تعيث فيه فسادا. حتى صار الحاصل على الماستر مشكوكا فيه.
وربما لم يكن يعلم من فعل ذلك أنه يرتكب جريمة.
وربما لم يكن يتوقع أن كلمة ماستر ستنحرف كل هذا الانحراف.
ويحصل عليها من هب ودب.
وتعرض مثل أي بضاعة للراغبين في شرائها.
وقد كانت الجامعة المغربية محترمة. وفيها دبلوم الدراسات العليا. وفيها الدكتوراة. وفيها صرامة. وتحصيل علمي. وبحث. والطريق إلى الشهادة كانت شاقة. إلى أن اقتحمتها المسالك. والوحدات. والماستر. فأفسد ذلك كل شيء.
ومن له أصدقاء صحافيون يفتح لهم ماستر خاصا بهم.
فينجحون.
ومن له أصدقاء محامون ورجال قانون يتبرع عليهم بوحدة خاصة بهم.
فيتألقون.
و يرتدون زي التخرج.
ويشربون العصائر والليمونادة والحلوى. ويلتقطون الصور.
ومن يريد أن يحسن وضعه في وزارة يبحث عن الماستر.
ومن يريد لقبا.
ومن يريد أن يترقى.
ومع هذه الظاهرة
ظهر طلبة باحثون يسافرون إلى مدن بعينها. ويركبون القطار. لأن طريق الماستر سالكة فيها.
و يمكن أن تحصل عليه بالصداقة.
أو بالانتماء الحزبي.
أو باليسار.
أو باليمين.
أو بالدفع نقدا. كما في حالة أستاذنا في أكادير.
وكم من شخص في المغرب الآن حاصل على الماستر هذا بطرق مشبوهة.
وكم من أستاذ جامعي.
ولا شك أن عددهم كبير.
وقد كنا جميعا نرى الشهادات توزع ذات اليمين وذات الشمال.
و أصحاب الماستر يتكاثرون و يتفشون في كل المهن.
والكل متواطئ. وصامت.
ومن يدري
فقد نحتاج نحن أيضا في أي لحظة إلى ماستر. ولن نجد أستاذا مشرفا.
ولن نجد مدينة تمنح فيها الماسترات.
ولن نجد من يفتح لنا وحدة خاصة بنا. ومسلكا. على مقاسنا.
وقد كان الطالب في الماضي يدرس في الجامعة.
ويحضر الدروس.
وكان أهله يعرفون ذلك. وأصدقاؤه. ومعارفه. وخصومه.
قبل أن يتغير الوضع.
ويصبح معظم طلبة الماستر من خارج الجامعة.
فيكون الشخص معك في العمل. أو في المقهى. أو عند الحلاق. أو في مباراة كرة. أو في المحكمة. أو في المقاطعة. وفجأة يزف إليك خبر حصوله على الماستر.
وقد يكون لصا.
أو تاجرا.
أو مؤثرا. أو صحافيا. أو صانع محتوى. أو محاميا.
أو شخصا يريد أن يتسلق السلم.
ويحسن وضعه المادي.
فيجد الحل السحري لكل مشاكله في الماستر.
دون أن تطأ قدمه الجامعة.
حتى أن بعض المسجلين في سلك الماستر يلتزمون الصمت.
ويحتفظون بالسر.
كي لا ينتبه إليهم. ولا يشك فيهم أحد.
كما لو أنهم يقترفون فعلا محظورا وغير قانوني.
فمن جاء بالماستر إلى الجامعة المغربية.
من أطلقه.
من جعله يباع ويشترى.
من ارتكب هذا الخطأ الفظيع.
من أساء إلى سمعة الشهادة الجامعية المغربية في تخصصات بعينها.
وفي القانون والحقوق بالخصوص.
إلى أن صار الواحد يتجنب الجلوس والحديث واللقاء ببعض الحاصلين على الماستر
لما في ذلك من شبهة
ومن إساءة إلى سمعة كل من يقترب منهم.
وإلى أن صار عدم الحصول على ماستر
تميزا
وحظوة
في بلاد كل من فيها له ماستر.