حميد زيد – كود//

لا يوجد كاتب الآن في الخارج. لا يوجد روائي. لا يوجد قاص. لا يوجد باحث. لا يوجد قارىء. لا يوجد قلم مكرس. لا يوجد قلم واعد.

لا يوجد اتحاد كتاب المغرب. لا يوجد بيت الشعر. لا يوجد المتألقون. لا يوجد وصي على القطاع.

الكل في الوقت الحالي داخل الكاتب السعودي أسامة المسلم.

وفي وقت واحد دخل إليه المتخصصون. و الفضوليون. وأي كتاب تحصل عليه لأسامة المسلم. تجد فيه كاتبا قد سبقك.

وأي صفحة تفتحها يسقط منها ناقد.

لا أحد الآن في الخارج.

لا أحد في معرض الكتاب سوى الجمهور.

كلنا داخل أسامة المسلم.

كلنا في مواقع تحميل الكتب.

كل واحد منا يريد أن يعرف السر.

ولا أحد في الخارج. لا أحد في كتاب آخر. جميعا. جميعا. نحن الآن داخله. ولا نريد أن ننتظر. و لا نريد أن نقف في طابور.

و هناك الآن زحمة داخل أسامة المسلم. ولا يمكنك أن تمر. و مستحيل أن تعبر.

هناك الآن عالقون في أسامة المسلم.

هناك ضغط عليه.

هناك اقتحام غير قانوني لمؤلفاته.

هناك خطر إتلافه. بسبب تدافع الراغبين في اكتشافه. وقراءته. و بسبب تجاوزنا لطاقته الاستيعابية.

هناك من يستعمل الأدوات النقدية. و مختلف المناهج. وكل الأسلحة. ومن يفككه من الداخل. ومن يقطعه. ومن يحلله. ومن يشرحه. ومن يكشف خلفياته. وأهدافه. وما يمرره.

ومن يدفعه دفعا إلى الفنتازيا.

ومن يخطط لإبعاد النشء عن الواقع.

و هناك من تعذر عليه الدخول إلى أسامة المسلم فاكتفى بتأمله من الخارج.

هناك من قال إن هذا المؤلف غير موجود.

ومن قال إنه ميت.

هناك من رفضه منذ البداية.

هناك محاولات جادة لفهم سحر أن لا تكتب بشكل جيد. وأن تكون لغتك مفككة.

هناك من يحاول تقليده. ومن يخطط لسرقته. ولتعديله.

هناك من يحاول إصلاحه. ومن يفكر في إعادة كتابته.

هناك من يفكر الآن في الخروج من هذا الذي قيل إنه كاتب سعودي اسمه أسامة المسلم.

لكن كيف الخروج من كاتب يتبعه كل هؤلاء الأولاد.

ولا منفذ. ولا كوة. ولا موطىء قدم. والقراء يدوس بعضهم البعض. والكتاب الكبار يدهسون الصغار داخل أسامة المسلم. والكل ينتظر كتاب القيامة. في طبعته الأخيرة.

حيث اختفت المجاملات. واختفى الألق.

وصار القاص عدوا لأخيه القاص. داخل الكاتب السعودي. والشاعر عدوا للشاعر الذي كان يقول له أيها الجميل.

وبعد أن تأكد هذا الذي قيل إن اسمه أسامة المسلم أن النخبة المغربية كلها صارت داخله.

ولا أحد في الخارج.

وبعد أن استدرج الجميع. أغلق عليهم باب الأدب جيدا.

ثم أخبر من أرسلوه من كوكب مجهول يوجد خلف نبتون بالأمر.

فصفقوا له من قمرة المراقبة. و حضنوا بعضهم البعض. وهنأوا أنفسهم على نجاح المهمة. ثم ضغطوا على زر العودة. فاشتعلت نار تحت أسامة المسلم. وطار إلى شعبه في الفضاء.

حاملا معه الكتاب المغاربة.

و القراء. لإجراء تجارب عليهم. و لفهم عقلهم النخبوي. الرافض للنجاح.

ولم ينج منهم إلا أولئك الذين ذهبوا في وقت مبكر إلى النادي. مستجيبين إلى نداء باخوس.

وفي كل لحظة كان أسامة المسلم يطلق واحدا من أسراه.

وينزله في محطة القطار. أو يوقف له تاكسي. أو يعود به إلى رواق المتوسط. أو يسلمه لوزير الثقافة. في لعبة من ألعاب الغايمنغ.

لكن مَنْ مِنْ الكتاب المغاربة يحكي لنا تفاصيل ما حدث.

من يروي لنا قصة الدخول والخروج.

من يعيد التكوين.

من يقول لنا من هو أسامة المسلم. وماذا يريد منا. ومن أرسله. وكيف هم أهله في الفضاء. وما جرى داخله من تدافع.

ولماذا ابتلع النخبة المغربية.

ولا أحد يفصح عن دخوله. و عن ما وقع له.

لا أحد مع التجربة.

لا أحد منا يريد أن يوغل في الخيال. و يعترف بأنه دخل إلى أسامة المسلم. بدافع الفضول. وحصل له ما حصل.

وأنه خرج منه بأعجوبة.

لا أحد

والكل صامت. و متكتم. ومذهول.