حميد زيد – كود//
يكون الثري المغربي في قصره.
يكون في فيللته.
يكون بعيدا عن أنظار المزاليط.
يكون محاطا بخدمه. وبحراسه الخاصين.
يكون محتفلا بعيد ميلاده.
يكون في مسبحه الخاص.
يكون مولما لأصدقائه الأغنياء.
يكون في عيشة هانئة.
وبمجرد أن تتهمه مواطنة فرنسية باغتصابها. وتخديرها. نتشفى فيه نحن المزاليط.
ونضع جميع “المليارديرات” في سلة واحدة.
ونتحدث عنهم بالجمع. وبتعميم.
ونصدق الأجنبية ونتبنى روايتها نكاية في المليارديرات.
ونعتبر أي ثري فاسدا. و مغتصبا. مستغلين فرصة سقوط أبناء “المليارديرات” لننتقم من ثرائهم الفاحش.
و لنحقد عليهم طبقيا.
ولو كان المتهم كميل بنيس في كامل وعيه.
ولو كان يفهم.
ولو كان ذكيا.
ولو كان يستشير الأثرياء الحكماء في المغرب.
وهم كثر.
لما منح المزاليط فرصة التشهير به. وبأسرته. وبأسرة العلج. وبالباترونا.
ولما ارتكب هذا الخطأ الفادح.
و لما اقترب من تلك المحامية الفرنسية.
إلا أنه لم يحسبها جيدا.
ظنا منه أن لا فرق بين أجنبية ومغربية. وأن كل الجنسيات له. وطوع بنانه.
وأنه محمي.
وأن القانون والعقاب لن يطاله.
بينما لا يا كميل.
فكم من مغربية اعتدى عليها الأثرياء ولم نسمع بقصتها.
ولم ينصفها أحد.
ولولا هذا التصرف المتهور. لظلت حياة هذا النوع من الأغنياء. ومغامراتهم. ومشاكلهم. ومعاركهم. محافظة على سريتها.
وخلف أسوار الفيلات.
ولا نعرف عنها أي شيء. ونتخيلها فحسب.
لكنه بفعلته هذه. وبسوء تقديره للعواقب. فإنه أساء لكل أغنياء المغرب.
وجعلنا نحن السوقة والدهماء نتشفى فيه.
ونتابع قضيته.
ونتابع ما صرحت به المشتكية التي قالت للشرطة القضائية الفرنسية إنهم أخبروها أن المتهم كميل بنيس يقدم لمركز الأمن القريب من مسكنه مبلغ 3000 أورو شهريا.
مشككة في نزاهة الأمن المغربي.
وهذا خطير.
ويسيء إلينا جميعا كمغاربة. مزاليطا ومليارديرات.
ورغم أن هذا النوع من الأثرياء يشرب الشمبانيا وليس الماحيا.
إلا أن عقله مزلوط من الداخل. وينحرف مثلما ينحرف المزلوط.
والفرق هو أن المزلوط يخشى العقاب.
بينما هناك نوع من الأثرياء يعتبرون أنفسهم فوق كل القوانين.
و مقتنعون بأن كل شيء يمكنهم شراؤه.
لكن هل يسمح لنا هذا أن نضع كل مليارديرات المغرب في سلة واحدة.
وبأي حق يمارس المزلوط هذا الطغيان.
بأي حق يسيء المزلوط المغربي لابن وطنه الفاحش الثراء.
ومن يسمح له بأن يكون مستبدا إلى هذا الحد.
وهل نسعى بذلك إلى تطهير المغرب من أغنيائه.
وهل نطمح بهذا التعميم إلى تأسيس “دولة المزاليط”
حيث لا وجود إلا للفقراء.
وللمحتاجين. وللمعوزين.
ولا شياكة
ولا شمبانيا
ولا كوكايين
ولا فيلات
ولا مسابح خاصة. ولا كلاب حراسة.
ولا جرائم أنيقة
ولا اغتصابات مخملية.
و أينما وليت وجهك
لا ترى سوى البؤس والفقر والسيوف
كأنه ليس من حق الملياردير أن يرتكب الجرائم بدوره
مثله مثل المزلوط
وكأن تهمة الاغتصاب هي حكر على طبقة دون غيرها
وكأننا لسنا سواسية في هذا البلد.
حقا
حقا
ماذا يريد المزلوط من كميل بنيس ومن معه
ولمَ كل هذا الحقد.
ولمَ كل هذا التشفي في مليارديرات المغرب.
رغم أننا في أمس الحاجة إليهم.
ولا يقتربون منا
ولا نسمع عنهم أي شيء
إلا عندما يفضحهم أبناؤهم المدللون
جاعلين أسماء أسرهم وعائلاتهم
تردد على لسان من هب ودب.
وفي المواقع
وفي صفحات الجرائد.
ويتداولها المؤثرون وصناع المحتوى.
ومن يبحث عن النقرات.