حميد زيد – كود//

ماذا كان سيقع لو عول الأمازيغ في المغرب على عبد الإله بنكيران.

ماذا كان سيقع لو لم يتحركوا.

ولم يؤسسوا الجمعيات.

ولم يدافعوا عن لغتهم وثقافتهم.

ولم يناضلوا. ولم يضغطوا على الدولة.

ماذا كان سيقع لو تركوا أمر الأمازيغية إلى اليسار العروبي.

وإلى أحزاب الحركة الوطنية.

وإلى الإسلام السياسي.

وإلى الدولة.

ماذا كان سيقع لو عملنا برأي الأمين العام لحزب العدالة والتنمية حول الحزب الأمازيغي.

وحول اللغة الأمازيغية.

وحول الحرف الأمازيغي.

وحول هوية المغربي.

واعتبرنا أن ذلك سيؤدي إلى التفرقة.

….

كان أصلنا. والحالة هذه. سيكون من اليمن. أما جدنا فسيكون هو يعرب بن قحطان.

الذي تركناه خلفنا في شبه الجزيرة العربية. بعد أن جئنا إلى المغرب. عن طريق الحبشة ومصر. مستوطنين الكهوف والمغاور.

كما لقنونا في درس التاريخ.

وكان بنكيران سيكلف المقرىء أبا زيد بقضية الأمازيغ.

ومطالبهم.

و كان المقرىء سيعتبرنا عربا عاربة.

و سيشبع فينا تحليلا ودراسة.

و سيؤكد بالدليل الملموس أن الأمازيغية هي عربية قحة تبلبلت في الطريق الذي قطعه أجدادنا من يمنهم السعيد قبل أن يصلوا إلى المغرب.

مستعينا بلسانيين لا أسماء لهم.

و بباحثين في جامعات أمريكية لا أثر لها.

وسيكتشف بعلمه الغزير أن أي أمازيغي فيه عربي كامن.

وأن لغة الضاد كلها مخزنة في عقل الأمازيغي

وسيأتي وقت ظهورها.

ومهما طال الزمن فإنه سيأتي وقت يتذكر فيه الأمازيغي أصله.

وعربيته.

ومهما نسي الأمازيغي فإن ذاكرته اليمنية ستعود إليه.

لنصبح عربا من جديد.

نلف رؤوسنا بالعقال ونلبس الدشداشة.

و نرقص على إيقاع الدبكة كما يفعل حزب العدالة والتنمية في مؤتمراته وفي مهرجاناته الخطابية.

وكان أمر هويتنا سيكون محسوما.

ولا لبس فيه.

ولا روافد. ولا هجانة.

لكن يبدو أن الأمازيغ لا يرغبون في من يذكرهم بأصلهم

و بلغتهم العربية الفصحى

التي فرطوا فيها وهم في رحلتهم الطويلة والشاقة إلى المغرب.

ويرغبون بدل ذلك في تأسيس حزب أمازيغي

يجعل من الإسلام السياسي

ومن القومجيين.

خصوما له

ظنا منهم أن الأمازيغي ولد بهذه الهوية

بينما هو في الأصل كان عربيا

وضيع أصله

بسبب خروجه من أرضه

وبسبب طول المسافة التي قطعها

إلى أن وجد نفسه في بلاد المغرب

ولو استمع هؤلاء الأمازيغ إلى بنكيران

لتراجعوا عن رغبتهم في تأسيس حزب

يميني أمازيغي

يدافع عن هوية أمازيغية خالصة لا عرب فيها

ويبني خطابه

ليكون ضد خطاب حزب آخر يميني ديني محافظ يوظف الدين

ويدافع عن هوية عربية إسلامية

بينما نحن جئنا جميعا من اليمن

و سكنا الكهوف والمغاور

ومنا من حافظ على لغته مثل بنكيران و المقرىء وأحمد ويحمان

ومنا من ظل يظن نفسه أمازيغيا كما هو حال منير كجي ومن معه

بعد أن تبلبلت لغتهم

بسبب الصعود الشاق من السهل إلى الجبل

وبسبب وعثاء السفر

في رحلة المغربي الطويلة

من شرق سقطرى إلى غرب كلميمة.