حميد زيد – كود ////

ماذا أصابك أيها الموري الحر.

فقد تغيرتَ كثيرا. ولم تعد تميل إلى التكاثر.

ولم تعد تتزوج الودود الولود كما كنتَ تفعل في السابق.

ولم تعد حرمك السيدة المورية المصون تنجب مثل أنثى الأرنب. أربعة. وستة. وعشرة خرانق مغاربة.

ففي ظرف عشر سنوات لم يزدد عدد سكان المغرب إلا قليلا.

والرقم الذي كنا نباهي به الأمم في الماضي مازال تقريبا هو هو. ولم نتجاوز عتبة الأربعين مليونا.

فماذا أصابك أيها الموري الحر.

ولماذا كل هذا الحرص أيتها المورية الحرة العفيفة.

و أ لم تطلعا على الكتاب الأخير لإيمانييل تود.

وكيف تحدث فيه عن معاناة الروس من تدني معدل الخصوبة لديهم. ومدى تأثير ذلك على قدرتهم على الفوز في الحرب التي يخوضونها.

إذ لن يجدوا في الخمس سنوات القادمة جنودا شبابا يواصلون بهم المعركة.

وهم الآن يستعينون بالكوريين الشماليين لهذا السبب بالضبط.

ويجندون الكهول.

ويغرونهم بالمال الكثير.

وقد كان والدك وجدك أيها الموري شجاعا و مقداما.

ولا يحسب ألف حساب.

وينام مع المورية ولا يفكر أبدا في عواقب ذلك.

و كانت المورية بدورها تستجيب له.

ولا تتناول أي حبوب. ولا تضطر إلى وضع أي لولب. ولا تحسب الأيام. ولا تحارب الحيوان المنوي. ولا تعترض طريقه. ولا تحول دون وصوله إلى البويضة.

كانت المورية لا تهاب الحمل.

وكان ثديها مدرا دائما للحليب.

ولم تكن تفكر في المستقبل. ولا في المدرسة الخصوصية.

ولا في راحتها.

ولا في جسدها. ولا في جمالها.

ولا في المال.

ولا في العطلة. ولا في أي شيء.

وكانت تضحي بنفسها من أجل أن يتكاثر المغاربة.

و كان زوجها الموري على طبيعته هو الآخر.

ورغم الفقر وقلة ذات اليد.

ورغم القمع.

كان الموري الحر يواجه السلطة بأن يظل ينجب. وينجب. وينجب. إلى أن يصبح ذلك متعذرا على المورية. بسبب عامل السن.

فيتوقف مضطرا.

و كان الموري في أغلب الأحيان لا يصبر على ذلك.

فيترك المورية الأولى.

ويبحث عن ثانية ولادة لتكثير نسله وذريته.

فما الذي وقع لك أيها الموري كي تتخلى عن عاداتك وتقاليدك.

وفي وقت تحتاج فيه الدولة إلى الأولاد. وإلى تطعيم المنتخب. والأكاديمية.

وإلى من يشتغل في المشاريع الجديدة.

وإلى من يستكمل الأوراش المفتوحة.

وإلى من يلعب ألعاب الفيديو التي يتعب المهدي بنسعيد من أجل توفيرها لصغار المستقبل.

تبخل على دولتك أيها الموري.

وتنظم النسل.

وتكتفي بولد واحد.

وتعزف عن الزواج.

أو تعيش مثل الغربي مع حبيبة قلبك.

دون عقد نكاح.

ودون أولاد يصدعون رأسك.

فهل ترضى هذا لنفسك أيها الموري الحر

وهل ترضي هذا لنفسك أيتها المورية الحرة العفيفة

وهل نقبل أن يشيخ المجتمع المغربي نتيجة هذا التحول

و نبحث عن اليد العاملة المغربية ولا نجدها

فنضطر إلى جلبها من بلدان الشمال الفقيرة

لتتغير بعد ذلك ديموغرافيتنا ويقع لا قدر الله الاستبدال الكبير

ويصبح الموري غريبا في أرضه.

وتختفي ثقافته. وعاداته. ودينه. ومطعمه. ويعوض السوشي الكسكس. والفاخيتاس الرفيسة.

ونبحث عن جمهور شاب يتفرج في مونديال 2030 ولا نعثر عليه

فنعوضه بجمهور من البنغال ومن الهند

كما فعلت قطر في مونديالها

والخوف كل الخوف

أن تصبح بلاد المور دولة غنية ومتقدمة كما هو حال معظم البلدان التي تعاني اليوم من تدني نسبة الخصوبة.

و تنجب بحساب

وتتبنى فيها الأسر أطفالا من البلدان الفقيرة

أو يربي فيها الأزواج القطط والكلاب والأسماك

والبقرة القزم

بدل صغار من صلبهم.

لذلك قم أيها الموري

ولا تخذل أمتك العظيمة

ولا تبخل عليها.

وكذب تحليلات كل هؤلاء الخبراء في الديموغرافيا

وأثبتي لهم أيتها المورية

أنك ولادة

فالأكاديمية في حاجة إليك

وبلال الخنوس سيكبر

وسوف يحتاج إلى من يخلفه في المستقبل الموري العظيم.