تغيب مجموعة من الأعضاء المحسوبين على التيار اليساري في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة عن الجولة الثالثة للمجلس الوطني المنعقدة اليوم السبت بالرباط.
وأفاد قيادي في الأصالة والمعاصرة ل"كود"، أن سبب غياب هؤلاء يعود بالأساس إلى عدم رضاهم عن الطريقة التي تم بها التوافق على تأجيل المؤتمر الوطني إلى ما بعد الانتخابات التشريعية، علماً يضيف مصدرنا، أن الحزب في أمس الحاجة إلى ندوة وطنية على الأقل من أجل تحديد الرؤية حول الأرضية التأسيسية للحزب، ومدى ملاءمتها للمرحلة المقبلة، بالنظر إلى الحراك السياسي والإجتماعي الذي يشهده المغرب.
وإلى ذلك، فقد دعا بيد الله أعضاء المجلس الوطني، خلال كلمته الافتتاحية، إلى مزيد من التعبئة واليقظة:" والتمسك بميثاق أخلاقيات المنتخب، وتجنب سياسة المقعد الشاغر، وملء الفضاء العمومي بالمبادرات الخلاقة والنقاش الهادئ والمسؤول"، معتبرا ذلك هو السبيل للرد القوي على من وصفهم ب"الاستئصاليين"، في إشارة واضحة لبعض القيادات السياسية من مختلف الأحزاب التي تطالب بحل حزب الأصالة والمعاصرة.
ولم يخف بيد الله حدة النقاش داخل المكتب الوطني، والذي شهد نوعا من النقد الذاتي للتجربة التنظيمية والانتخابية للحزب، بالاضافة إلى التوجه العام نحو:" مأسسة الحزب بشكل لا يلغي قيمة الأشخاص وأدوارهم".
وأكد بيد الله أن النقاشات المستفيضة داخل المكتب الوطني انتهت إلى وضع أرضية تفاهم تؤكد أساسا على:"ضرورة إيلاء الأهمية القصوى للتفاعل السياسي والتنظيمي والإداري المطلوب مع المحطات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها محطة الاستفتاء والاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ودعم الهياكل التنظيمية المركزية والجهوية وتطوير عملها، والتأكيد على التدبير المؤسساتي للحزب عن طريق ترسيخ دور مؤسساته الوطنية والجهوية".
وأوضح الأمين العام أن المؤتمر الوطني الثاني للحزب، سيتعقد خلال نهاية السنة الحالية، وفي أجل لا يتعدى ثلاثة أشهر بعد الانتخابات التشريعية المقبلة. وأضاف أن محطة المؤتمر المقبل سيشكل قطيعة نهائية مع التوافقات، لفسح المجال أمام الشرعية الديمقراطية.