حميد زيد – كود//

كتب صحافي مغربي في الفيسبوك يحذر من خطر المهاجرين الأفارقة.

لمجرد أن مهاجرا اعترض سكة الترامواي في الدار البيضاء وهو عار.

كأن المهاجر الأسود ليس من حقه أن يمرض نفسيا.

أو أن يسكر.

أو أن يفقد عقله.

أو أن يجن.

أو يرتكب أي مخالفة.

وكأنه ليس مثل المغربي.

ويمكنه أن يرتكب أي حماقة.

ويمكنه أن يخرق القانون.

ويمكنه كأي إنسان أن يقدم على الانتحار.

وأن يتصرف تصرفا غير مقبول.

إذ يظن بعض المغاربة أنهم من السويد. أو من مملكة الدنمارك.

ويتصرفون مثل أي عنصري أوربي. مؤمنين بتفوق العرق الأبيض.

وينسون أننا أفارقة. وأننا لسنا بيضا.

وأن أي موقف عنصري من مهاجر إفريقي أسود فهو موجه إلينا جميعا كمغاربة.

وليس أبشع. من أن تكون عنصريتك أيها المغربي موجهة إلى ذاتك.

و أن تكون عنصريا ضد نفسك.

وضد هويتك.

وضد لونك. وضد القارة التي تنتمي إليها.

فالعنصرية مرفوضة.

لكنها تزيد سوءا حين يكون الواحد عنصريا وبليدا في نفس الوقت.

ومن يقرأ تعليقات المغاربة في الفيسبوك على فيديو تلك السيدة المغربية المقيمة في زامبيا. والمتزوجة من هندي.

والتي قالت إن السفير خاطبها قائلا: واش تقاداو المغاربة حتى تزوجي بهندي.

ومن يقرأ موقف المغاربة من فيديو المهاجر الذي اعترض الترام عاريا.

سوف يصاب بالفزع.

و سيخجل من نفسه.

ومن وجود هذا الكم الهائل من العنصريين المغاربة.

وبينما يعاني فيه المغربي من العنصرية في أوربا.

فإنه يمارسها بدوره على أخيه.

حيث يعبر العنصريون المغاربة عن آرائهم بحرية.

ولهم صفحاتهم في الفيسبوك.

ولهم جمهورهم العنصري. ومتابعوهم العنصريون.

و منهم من يحذر من “الاستبدال الكبير”.

ولا يجدون أدنى حرج في استعمال هذه العبارة العنصرية التي “أبدعها” عنصري فرنسي ضد المغاربة وضد المسلمين في فرنسا.

والمثير هو تساهل السلطة مع العنصرية في الأنترنت.

حيث توجد صفحات كثيرة تهاجم السود الأفارقة.

ويوجد من يروج لتفوق عرقي مغربي.

ويوجد من يعتقدون أنهم شقر.

ويوجد من يرى أنه من حق المغربي أن يسرق.

ويقتل.

ويرمي الأزبال في الشارع.

ومن حقه أن يمرض.

بينما لا يجوز لمهاجر إفريقي

أن يرتكب أي مخالفة

وأن يخرق أي قانون

وليس من حقه أن يتعرى بسبب لونه

وحين يفعل

ذلك

نتحدث عن لونه الأسود.

وعن الخطر الذي يشكله

وعن ضرورة التخلص منه وطرده من المغرب.

قبل أن يتفشى

ويتكاثر.