حميد زيد – كود//

يجب أن نتريث قليلا.

يجب أن لا نحصد كل الألقاب دفعة واحدة.

وبعد أن توجت نهضة بركان بلقب الكونفدرالية الأفريقية. والوداد بدوري الأبطال.

فإنه علينا أن نؤجل الفوز بكأس العالم.

يجب التوقف قليلا.

يجب أخذ قسط من الراحة.

وهذا لا يعني العودة إلى الهزائم، وإلى الغياب عن البوديوم.

وهذا لا يعني أن لا يكون لنا طموح.

وهذا لا يعني العودة إلى لغة التشكي. وإلى التحجج بالأدغال الأفريقية. و الرطوبة المرتفعة. وغياب التجربة.

وهذا لا يعني أيضا العودة إلى”ربحنا فريقا للمستقبل”.

لا.

بل فقط أخذ نفس. ومسافة.

والتمتع والانتشاء بكل هذه الانتصارات التي حققتها الكرة المغربية في ظرف وجيز.

ولن نخسر الكثير إن نحن لم نفز بمونديال قطر. مؤجلين ذلك إلى مونديال الولايات المتحدة.

ولا أظن هذا بصعب على فوزي لقجع.

وهو قادر على نقل المباراة النهائية لكأس العالم بأمريكا إلى مركب محمد الخامس.

وحتى لو كانت في ملعب واشنطن.

وحتى لو كانت في البنتاغون فهو قادر على التقدم بترشيح لنلعب الفينال في المغرب.

و لم لا العودة بكأس العالم إلى الرباط.

فهذا الرجل كما يصوره المصريون وجيراننا خطير جدا.

وقادر على كل شيء. ومتغلغل. ونافذ في الفيفا.

وفي الماسونية.

وتكون المباراة في بلاد وبقدرة فوزي لقجع ينقلها إلى بلاد أخرى.

لكن ليس الآن.

ليس هذا وقت مناسب للظفر بكأس العالم.

فما حققناه يكفي. وأي لقب آخر لن يكون في مصلحتنا.

وسوف يجعل كل الأعين تراقبنا.

وتراقب تحركات رئيس جامعتنا.

لذلك يجب أن لا نحصد كل الألقاب دفعة واحدة. لأن العبء سيصبح ثقيلا علينا.

و سيتم الهجوم علينا من طرف الأشقاء والخصوم على حد سواء.

ولن نستطيع حمل كل الكؤوس.

وسنضطر إلى التخلي عن بعضها في الطريق.

والأهم حاليا هو أن لا نجعل كل الأضواء مسلطة علينا.

وكما لاحظتم فالكل غاضب منا.

ومن كان يحتكر لسنوات البطولات الأفريقية بطرق مشبوهة يستكثر علينا أن ننتصر عليه الآن.

ومن كان يموت في الدقيقة الستين صار حيا يرزق.

ومن اخترع الموت والعودة إلى الحياة أكثر من مرة في تسعين دقيقة لا يقبل أن يفوز فريق مغربي.

لذلك علينا أن لا نكتسح.

علينا أن لا نسجل الأهداف.

علينا أن نستريح قليلا.

علينا أن لا نبالغ في الانتصارات.

علينا أن نتراجع قليلا إلى الخلف.حتى يهدأ الخاسرون. ويتقبلوا الهزيمة.

وكما فعلنا في كأس أفريقيا للأمم. حين بحثنا عن الخسارة أمام مصر. لئلا نثير الشكوك حولنا.

وحين خدعهم لقجع بالسماح لهم بالتسجيل في مرمانا.

وذلك كي لا تشير الأصابع بالاتهام إلى رئيس الجامعة الملكية.

وكي لا ينتبهوا للأمر.

لأنه من غير الجيد أن تحصد كل الألقاب. ولا تترك للآخرين أي شيء.

وهو ما علينا فعله هذه المرة أيضا.

أي علينا أن نتوقف عن كل هذه الانتصارات التي زادت عن الحد.

وأصبح الكل يتحدث عنها.

وذلك كي نفسح المجال لفوزي لقجع كي يشتغل على ما هو أكبر.

أي على المونديال. ثم على الألعاب الأولمبية.

وكي يهيء لعمله بشكل أفضل.

وكي يستفيد الجميع من الرئيس الحالي للجامعة المغربية.

وأي مغربي في حاجة إلى لقب. أو انتصار. أو كأس.

وأي مغربي لم يذق يوما طعما الفوز.

وأي شخص يرغب في أن يستضيف في ملعبه.

أو ينظم حفلا.

وأن لا يلعب خارج الميدان فإنه سيجد فوزي لقجع في خدمته.

وسيوفر له العشب الجيد.

و سيهيء له كل الظروف المناسبة وكل ما يحتاجه من أجل تحقيق حلمه.

وما عليه إلا أن يكون في المستوى وأن لا يخيب ظن جمهوره فيه.

لكن ليس الآن

الآن كل الأعين شاخصة إلينا تراقبنا.

الآن يركزون علينا

ولا بأس أن نكتفي بهذه الألقاب

وهي كثيرة

ولم يسبق لنا أن حصلنا عليها دفعة واحدة.

ولنركز من الآن فصاعدا على الهدف الأكبر

وهو نقل المباراة النهائية للمونديال

لملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.

وهو أمر سهل بالنسبة إلى فوزي لقجع

لكن قبل ذلك

يجب علينا أن نتريث قليلا وننهزم ونترك المرمى بلا حارس

علينا أن نتوقف عن كل هذه الانتصارات

علينا أن نتعلم فن الخسارة.

علينا أن نفتخر لأن فرق بطولتنا الوطنية حققت كل هذه الألقاب بميزانيات صغيرة وبإمكانيات بسيطة. مقارنة بمنافسينا.

الذين يقدرون على شراء عقد لاعب واحد بأربعة أو خمسة ملايين دولار.

و رغم ذلك نفوز عليهم.

وهذا غير جيد. ويثير الشكوك حولنا.