مقالك الذي وإن كان ينتمي إلى قاموس ميشيل سيوران المتشائم ففيه ذلك المرح الذي لا يفارق قلمك. لكن دعني أخبرك بيقين المؤمن المتفائل، وتعرف مقدار إيماني، أنك مارق وحاقد على نجاحات نضالات الشعب المغربي وعضو في حركة "30 فبراير" للعدميين المغاربة…
ودعني أؤكد لك الأشياء التالية:
لتحيا حركة عشرين فبراير التي ستحول المغرب إلى جنة عدن في ظرف ستة أشهر ودون معلم في السياسة. فهي قطعت مع كل الطرق التقليدية في النضال على رأي بعض أبنائها ونزلت وحيا عليهم…
ليحيا المناضل الطبقي الذي يعتقد أن 18 شخصا يعتصمون في ليلة ممطرة سيغيرون العالم. صديقنا الذي كلما حدثته أحار في أن أصنفه ماركسيا ثوريا يؤمن بالصعود إلى الجبل، أو مسلما يريد تكرار تجربة الدعوة المحمدية بمكة. وكسب المؤمنين بالقضية فردا فردا… في انتظار الأفواج.
ليحيا الصبي الذي لم يقرأ للعروي ولا الجابري ولا ماكس فيبر ولا حتى المكتبة الخضراء، وينظّر في كيفية تغيير الدستور ومطالب الشعب المغربي.
ليحيا السلفي الجهادي الذي يريد لنا أن نقتاد جميعا من لحيّنا الخفيفة إلى الجنة ولسبعين عذراء لكل شهيد منا..
ليحيا المخبر وضابط الشرطة ورجل القوات المساعدة الذي يصيبه عمى الألوان، ولا يفرق بين الألف والزرواطة كلما أمر بالتدخل في حق المتظاهرين.
لتحيا النقابات والعمال الذين يرفعون أصواتهم عاليا في سماء الوطن ويعدون بقدوم الرايات الحمراء كل ما استبد برؤوسهم"أحمر" آخر، واقتراب موعد فاتح ماي..
ليحيا مدير الجريدة المصاب بعهر دائم في القلب. مدير الجريدة الذي ينتقد اللصوص والحرامية والمتعجرفين من قادة الوطن. ويؤيد نضالات الشباب والجماهير. المدير الذي يطالب بالديمقراطية ويسير جريدته كأي قذافي صغير لا ينقصه إلا ترديد عبارة "أنا المجد" ..
ليحيا عباس الفاس الذي أضاف 10 آلاف ريال لكل موظف عمومي في أجرته، وسينقله بقدرة قادر من العوز إلى الغنى الفاحش..
لتحيا لجنة عبد اللطيف المنوني، التي ستراجع الدستور وتعدل فواصله ونقاطه لتمنحنا دستورا ديمقراطيا جدا جدا جدا…
ليحيا الشعب المغربي الذي تسكنه روح المواطنة ولا يرمي الزبالة في الشارع ويقف في الصف ولا يعتدي على الذي يقابله كلما اختلفا حول موضوع واحد..
ليحيا الشاب المستقل في حركة عشرين فبراير الذي يملك بكارة سياسية، ويجيبك "أنا لا أمارس السياسة في الحركة "أنا أناضل""
ليحيا عضو الحزب الذي يناضل في الحركة لوجه العزيز الكريم، ولا يبتغي إلا الإصلاح..
ليحيا مشروع الترمواي والتي جي في اللذان سيقضيان على أزمة النقل بالبلد بملايير الدراهم.. فقط لا غير !…
ليحيا منصف بلخياط الذي لا تربطه أي علاقة بأصهاره الذين يتقاسمون كعكة مشاريع وزارة ليست وزارة "الشباب" وإنما وزارة "أقارب منصف بلخياط"…
ليحيا المخزن الذي يعد حقائبه وسيحرگ لإيطاليا… استجابة لمطالب "الشعب" برحيله.
.
لتحيا شاكيرا التي لن أخذل أبدا أبدا أبدا موعد حفلها التاريخي بمهرجان موازين
ليحيا مثقفو حركة عشرين فبراير الذين،بدل أن يطالبوا بأن يكون موازين شفافا ويكشف عن حساباته وأين صرف كل سنتيم منه، يطالبون بإسقاط الرولينغ ستون، وتيكن جا فاكولي، وميادة الحناوي. وشاكيرا… شاكيرا يا حميد، يا زيد !!
ليحيا هؤلاء المثقفون الجدد الذي يطالبون بتنظيم مهرجانات لنجاة عتابو التي تحدت شاكيرا في العلن وما علينا إلا أن نستجيب لمطلبها بتعويضها في المهرجان الرباطي.
.
ليحيا الشيخ ياسين والقومة التي تنزل للشوارع كل ويكيند، وستكون الخطوة الأولى في طريق بناء دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة..
ليحيا عبد الله الحريف الذي نضجت شروط الثورة وسيقطفها مع رفاقه لتأسيس الجمهورية الشيوعية..
ليحيا من يحيطون أعناقهم بالكوفيات، ويصعدون الأكتاف لرفع الشعارات… وليكونوا أبطالا ثوريين تنزل صورهم في الجرائد كل صباح…
ليحيا المناضل القومي العروبي الأمازيغي الإسلامي الجهادي الماركسي الذي يفحمك، ويؤكد أننا فعلا في زمن العولمة، وتعدد المرجعيات…
ليحيا المغربي الذي يملك رأسين. واحد يخبره بأن يساند ثورات الياسمين والفل والكلاشينكوف. ورأس آخر يخبره أن المغرب خارج كل السياقات وهو واحة الديمقراطية..
ليحيا سائق التاكسي العنصري الذي يسب الأفارقة في صباح ربيعي…
ليحيا جاري الخوانجي الذي يخبرني أننا في بلد إسلامي وليس علي بالتالي دعوة أصدقائي وصديقاتي إلى البيت أو تشغيل الموسيقى وأن هذا حرام شرعا، وخارج عن "ثقافتنا" وعاداتنا…
ليحيا الأمل الذي تريد بمقالك أن تمنعه من العبور إلى قلوبنا المؤمنة والثورية …
ولتسقط أنت يا حميد زيد