حميد زيد كود ///

هذا الذي سيزور المغرب في 28 أكتوبر ليس هو ماكرون.

هذا ليس هو الرئيس الفرنسي.

هذا ماكرون آخر. ومعدَّل. ولا يشبه في شيء ماكرون 2022. و ماكرون 2023.

هذا ماكرون صديق.

ويرأس دولة صديقة وحليفة.

أما ماكرون الأول. فقد كنا نهاجمه في الصحافة المغربية.

وقد كان سيئا.

كان ماكرون برهوشا كما قال عنه الصديق معنينو.

وكانت مواقع وجرائد مغربية متخصصة في شتمه. والإساءة إليه.

لذلك علينا أن نكون حذرين.

ونميز بين ماكرون الأول. وماكرون الثاني.

علينا أن ننسى ما كتبناه عنه.

فماكرون الذي سيقوم بزيارة رسمية للمغرب في الثامن والعشرين من أكتوبر الحالي لا علاقة له بماكرون السابق.

إنه ماكرون ناضج.

ومسؤول. ومحترم.

وحتى فرنسا التي يرأسها ليست هي فرنسا السابقة.

فقد كانت لغة فرنسا ميتة في الجرائد. وفي المواقع. وفي الخطاب.

أما الآن فالفرنسية لغة حية. وجميلة. وأنيقة.

كانت فرنسا السابقة متخلفة اقتصاديا.

كانت غير مواكبة لعصرها.

كانت غير مستوعبة للتحولات التي حدثت في العالم.

كانت حبيسة نظرتها السابقة إلى الماضي.

كانت ترغب في مساعدتنا رغما عنا أثناء زلزال الحوز.

بينما ظل المغرب يرفض أي مساعدة فرنسية.

وكان رئيسها يخاطبنا ولا أحد يستمع إليه.

كان ماكرون السابق غير مرحب به.

كان مسؤول في حكومته يعلن عن زيارة الرئيس الفرنسي للرباط فيتم تكذيب خبر الزيارة رسميا.

و كم حاول ماكرون الأول أن يصلح ما أفسده.

وكم نمق في اللغة.

وكم حاول أن يتودد إلينا.

وكم جرب أن يزورنا.

لكنه لم يكن يجد أحدا في استقباله.

ولا من يقول له مرحبا.

إلى أن جاء ماكرون الثاني وألغى كل ماكان يمثله ماكرون الأول.

و كي لا يقع أي لبس.

وكي لا يظن الذين كانوا يهاجمون ماكرون

وفرنسا

أن ماكرون هذا هو نفسه ماكرون السابق

و كي لا يعتقد القراء

والرأي العام أننا أمام نفس الشخص. ونفس الرئيس

ونفس الدولة

فإنه علينا أن نقوم بتحيين كل المعلومات السابقة

وأن نخبر الجميع

أن ماكرون هذا الذي سيزورنا

هو نقيض ماكرون “البرهوش”.

ولا يشبه في شيء

ذلك الماكرون الذي ظهر في موقع 360.

وأن فرنسا هي الأخرى تغيرت

ولم تعد هي فرنسا السابقة.

وأن لغتها عادت إلى ألقها

وعاد كل شيء إلى ما كان عليه في السابق.

وعادت الصداقة التاريخية. والمامونية.

وعاد الطاهر بنجلون

و عادت قهقهة المهدي قطبي

وعادت المياه إلى مجاريها

بعد أن اقتنع ماكرون الثاني بأن ماكرون الأول كان على خطأ.

منقلبا عليه

وعلى كل ما راهن عليه.

معتذرا

عن كل ما تسسب فيه ماكرون الأول

لماكرون الثاني

الذي من المقرر أن يزور المغرب في الثامن والعشرين من الشهر الحالي

دون أن ينفي أحد ذلك

ودون أي تكذيب

وبالتمر والحليب.