حميد زيد ـ كود//

كم لنا من رفيق في المغرب.

كم لنا من حزب نهج.

كم لنا من عزيز غالي.

إنهم نوع قليل. ونادر. وغير متوفر في كل الدول.

ولذلك علينا أن نحافظ على الرفيق عزيز غالي.

علينا أن لا ننخرط في الهجوم عليه.

علينا أن نوفر له البيئة التي يعيش فيها. وكل شروط الراحة.

علينا أن نتركه يشجع جنوب إفريقيا. وأي فريق يشاء.

علينا أن نشجعه وهو يشجع بيرسي تاو المقاوم.

علينا أن لا ننغص عليه دعمه المقاومة. ضدنا نحن المطبعين.

علينا أن نسايره.

علينا أن لا نقمعه بوطنيتنا المبالغ فيها.

علينا أن نحتفي به.

علينا أن نضحك من هذا الصراع الذي يخوضه عزيز غالي.

علينا أن نحترمه.

لأن ذلك مسل من ناحية. ومن أخرى يخدم مصلحتنا كمغاربة.

وبلاد فيها غالي. هي أفضل بكثير من بلاد خالية منه.

وكم من بلاد في حاجة ماسة إليه لكنها محرومة منه.

بينما نحن لنا الرفاق.

ولهم حزب.

وجمعية حقوقية. وشارع يحتجون فيه.

ولهم منتخب يشجعونه غير المنتخب المغربي المطبع.

وهو ما يمكن اعتباره رأسمالا لا يقدر بثمن.

فما قاله الرفيق عزيز غالي. وتبرأ منه. بطريقة مضحكة. منسجم مع قناعته.

وقد كنت أنا بدوري أشجع في صباي الاتحاد السوفياتي. وأحفظ تشكيلة منتخبه عن ظهر قلب.

وقد كنت شاهدا في شبابي على إسلاميين شجعوا السعودية ضد المغرب في كأس العالم التي لعبت في الولايات المتحدة.

لذلك دعوا الرفيق.

دعونا نحافظ في المغرب على حركة ماركسية لينينية أصيلة.

لا تتغير.

ولا تحيد. ولا تتنازل. ولا تتراجع. قيد أنملة.

فمعروف عن هذا النوع من الرفاق أنهم يميلون كُرويا إلى الخمير الحمر. وإلى ستيوارت بوخارست. والنجم الأحمر لبلغراد.

وهذه مسألة ذوق.

وانحياز إلى مدرسة كروية تقدمية ضد أخرى رجعية.

وليس من حقنا أن نتدخل فيه.

أما هذا الحديث عن الخيانة. وعن اللاوطنية. وعن الوقوف في صف العدو. ففيه مبالغة.

وفيه جهل بمن يكون عزيز غالي.

وبتوجهه السياسي الواضح. وبمرجعيته.

وكل من يقول هذا لا يعرف تاريخ حزب النهجي الأممي.

فوطنه هو العالم.

وهو الطبقة العاملة. والأنظمة الشيوعية. وكل من يقاوم. وكل من يرفع الشعار. وكل من ليس ديمقراطيا. وليس غربيا. وهو كل الأنظمة الشمولية.

رغم أنه ينسى أن جنوب إفريقيا نفسها لا تهمها سوى مصالحها.

وأن نفس المحكمة الدولية التي لجأت إليها في ما يخص فلسطين. لم تكن تعترف بها. وتحترم قراراتها. وانتهكت التزاماتها تجاهها برفضها اعتقال الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير.

كما يتذكر الجميع الجدل الذي صاحب مشاركة الرئيس بوتين في قمة مجموعة بريكس المنظمة في  هذا البلد الإفريقي. ومع أن جنوب إفريقيا كانت ملزمة  بالقبض عليه. باعتبارها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية. إلا أنها رفضت ذلك. قبل أن يتخلف بوتين عن الحضور.

ومع ذلك فإنه ليس من حقنا أن نمنع عزيز غالي من أن يشجع المقاومة.

فهي فريقه المفضل.

و ليس من الروح الرياضية. ولا من الوطنية في شيء. أن نحرض ضده. ونشير إليه بالإصبع. ونتهمه. ونقيس درجة ولائه. لمجرد أنه مشجع لفريق غير المغرب. بناء على موقف سياسي يخصه.

ثم أي كرة هذه. دون مشجع خصم.

ودون طرفين مختلفين.

ولولا ظهور المشجع الرفيق عزيز غالي لاختفت الحماسة. والتشويق. والشغف.

فليس من الجيد أن يشجع شعب بأكمله منتخبا واحدا.

مرتديا نفس القميص. ومرددا نفس النشيد.

ومن حسن حظنا أن لنا عزيز غالي الذي سيشعل مقابلة الغد.

رغم أن غلاة النزعة الوطنية في الكرة قمعوه.

وجعلوه ينكر أنه صاحب التدوينة.

وهذه هي الخيانة الحقيقية في نظري لمبادئ وقيم الحركة الماركسية المغربية.

فالرفيق عادة لا يتراجع.

ولو علقوه على جدائل نخلة. ولو شنقوه.

فلن يخون النخلة.

لكن غالي للأسف تراجع. ونفى ما كتبه. ونسب ذلك إلى شخص دخل إلى صفحته. وفعل ما فعل.

مستفيدا من تجربة محمد يتيم في هذا المجال.

وهذا جديد على الرفاق. وغير مسبوق. وقد تعتبره القواعد تخاذلا من القائد. وسلوكا انهزاميا. يميل إلى التهدئة.

واستسلاما للضغط الذي مارسه جمهور النظام القمعي المخزني الرجعي.

لكن

ومهما قيل عن موقف عزيز غالي

فوجوده هو وأمثاله ضروري ومفيد للمغرب

وبدل أن نتفق ضده. ونهاجمه. ونشهر به في الإعلام. ونخونه.

فالأولى بنا أن نمنحه  الشماريخ والشهب والفوفوزيلا

وملابس الزولو التقليدية

كي يشجع جنوب إفريقيا كما يحلو له. منتصرا للمقاومة.

لأنه نادر

وقليل

وممتع

ومسؤولية أي مغربي تتمثل في الحفاظ عليه.

كل ما يحتاج إليه

وعدم التضييق عليه من طرف إلتراس الوطنية.