عمر اوشن كود

  

أكبر و أصعب  عقاب من الارض و السماء هو أن  تذهب إلى  مسجد في تمارة يوم جمعة  و تصلي بخشوع  وسط جموع ” المؤمنين ” في هذا الصهد المبارك.. 

الإمام  يخطب و يصرخ ..و صراخه يحرسه الدستور و القانون و الاعراف و الأخلاق الحميدة للأمة ..

هو صراخ  حلال لا سجن بعده.. 

لماذا يفتحون البوق على أحر  من الجمر و الديسيبيل ؟

لماذا لا تشغل  المساجد مهندسين و تقنيين  في الصوت حتى  يكون الصراخ و الدعاء بردا و سلاما علينا على الأقل .

لماذا يتمادون في تعذيبنا كل أسبوع  بتك الأصوات المزعجة.. 

في مسجد النور الذي شهد ورشا توسعيا كبيرا فيما اعدادية الغزالي تتوسده في إهمال  كان الإمام   يخطب  و يصرخ في موضوع عطلة الصيف و تبدال المنازل..

قال شي تويشيات عن العطلة الصيفية  ثم قلبها مباشرة إلى الموضوع  المفضل: الموت.. 

الدين ..كل الديانات تبدأ  من الموت و تنهي إليه . تلك أسرار كل الأديان . 

بدون موضوع الموت لا يمكن لاي  دين أن يبرر وجوده و ماهيته و جدواه.. 

جمعة مباركة أصبحت  ركنا من أركان الإسلام  و فصلا من فصول الدستور. 

و قريبا ربما سنفتح القنوات الوطنية صباح الجمعة  و نرى تلك ” جمعة مباركة”  تقدم لنا  على قناة  عمومية ..

بعد الذي حصل في كلية سطات و “الدكتور”  واضع السؤال التاريخي..لنقرأ  الفاتحة على العقل المغربي..      

في طنجة بحي السواني صدمني  تيليبوتيك نظيف نقي عصري أنيق  لكنه كتب على الباب الزجاجي مقفول أوقات الصلاة..؟؟

كنت أبحث عن حاسوب و ويفي  لبعث  مقالة في تلك الليلة  لكن صاحب المحل فاض عنده الإيمان المستورد  و له رأي آخر..          

هناك ظواهر لو عاد الذين عاشوا في البلد  سنوات الستينات و السبعينات و عاينوها  لن يصدقوا أنهم في المغرب.. 

كان الناس  يحتسون يوم الجمعة الجعة على الرصيف في مراكش و طنجة و البيضاء و لم  يكن البوق يصرخ في آذانهم  يتوعدهم  بالجحيم و النار و عذاب القبر و يشرح لهم معاني العطلة الصيفية  كما رواها إبو هريرة و الترميذي  عن عن عن عااااانننن و تريبورتار شد العقبة .؟

المغرب تخونج و إنتهى الكلام..

و قد قلناها قبل عشر سنوات أو أكثر .و ها نحن  اليوم و الحمد لله  نجني ثمار الغلة  و أفغنة البلد و مسخ تراثه و ثقافته.. 

 الحصاد  سخي : ممنوع شرب البيرة على الرصيف لأنه  يزعزع عقيدة المسلمين..

 ممنوع شرب كأس  ماء في رمضان لأنه  يزعزع عقيدة المسلمين..؟؟

العصا و السجن و القانون الجنائي لكم  بالمرصاد لحماية صحيح البخاري..

  بالمرصاد و النار لكل  من سولت له  نفسه  بقبلة في حديقة  أو ممارسة الحب تحت سقف  بدون عقد نكاح كما قالها بكل وقاحة  فكرية وزير العدل السابق و وزير حقوق الإنسان.. 

لقد أصبحت الجمعة يوم  منع التجول بامتياز.. 

يوم للصراخ في البوق بدون مهندسي صوت يضبطون حجم الديسيبيل.. 

يوم للتقوى و الإيمان المزيف المنافق النمطي البليد.. 

يوم للعنف..  

يوم  لخروج مظاهرات الدهماء تحت  شعار: جمعة الرحيل ..جمعة النصر..جمعة الفوز..

جمعة الفتح..جمعة إسقاط النظام ..؟

  14 قرنا  و نحن نصرخ في البوق  فيما اليابان  و ألمانيا  و الغرب الكافر يطعمنا و يصنع لنا كل شيء..

كل شيء من قلم  الرصاص  و الاسبرين و حبوب الاكتئاب إلى  الرادار الحربي  و الطائرات المقاتلة..  

.. 14 قرنا  و نحن نصرخ ..و النتيجة هاهي  فاقع لونها تحزن الناظرين 

كل بلدان الاسلام  خربة تقريبا.. 

جمعة مباركة..أو جعة مباركة كما كتب الصديق محمد الشوبي بعين السخرية فيما يشبه خطأ مطبعيا  متعمدا بمناسبة اليوم العالمي للبيرة.. 

جعة مباركة ..جعة  مباركة و لو أن البيرة أصبحت  بطعم سيدي علي  بشهادة العارف بالله الروبيو صاحب سقيفة الروكسي ..

جعة مباركة..