حميد زيد – كود//

لن نقبل أن يمثل ربيع القاطي دور عبد الكريم الخطابي.

ولن نقبل بمحمد الشوبي. ولا بمحمد مفتاح. ولا بأمين الناجي.

ولو جئتمونا بحسن الفد فلن نقبله.

ولو جئتمونا بمحمد خيي فلن نسمح بأن يتقمص شخصية محمد عبد الكريم الخطابي.

ولا تفكروا في الخارج. ولا في نجوم هوليود. ولا في فرنسا. ولا في إيطاليا.

وحتى لو أحضرتم لنا مارلون بروندو في عز شبابه.

فلن نقبله.

وحتى لو أحييتم لنا بول نيومان ف”لا” لها معنى واحد. وتعني لا.

وحتى لو تمكنتم من بعث جاك ليمون من قبره فلن نسمح له.

ومهما كان الممثل الذي تقترحونه عظيما.

ومهما كان نجما.

ومهما كان متألقا. ومهما كان شجاعا. وملتزما بالقضايا العادلة.

فإننا لن نسمح له بتدنيس صورة عبد الكريم الخطابي.

ولن نتازل.

ولن نبيع ضمائرنا. وتاريخنا. للسينما. وللنسخ.

ولن نسمح بالسطو على ذاكرتنا.

ولن نسمح بالاستيلاء على رموزنا وثقافتنا.

فلم يخلق بعد من يؤدي دوره عبد الكريم الخطابي.

ولم  تلد امرأة بعد ممثلا قادرا على القيام بذلك.

ولن يحدث هذا الأمر أبدا.

ولن يكتمل الفيلم.

ولن يتفرج فيه أحد.

كما أننا نرفض رفضا قاطعا  أن تتخذوا قرارا بمثل هذه الخطورة دون استشارتنا.

فعبد الكريم لنا ونحن أهله. ونحن وحدنا من يحق لنا اختيار الممثل. والمخرج.

وهو غير موجود.

ولن يظهر له وجود.

لأنه ليس هناك إلا خطابي واحد. ولن يتكرر.

وأي محاولة لتقمص شخصيته سنعتبره إعلان حرب.

وأي خطوة في هذا الاتجاه سنعتبرها محاولة لاستمالتنا.

ونعيد ونكرر أن كل  من يمثل ويلعب الأدوار اليوم هم مجرد دكاكين سياسية.

وكومبارس.

بينما نحن نريد أن يأتي الملك.

ولن نتحدث في هذا الأمر إلا مع أعلى سلطة في البلاد.

ولن يصور أي مشهد.

ولن يمثل ربيع القاطي هذا الدور. إلا على جثثنا.

ولن نتحدث إلى أي وفد من طرف الحكومة.

و لن نوافق على زيارة أي وزير. ولا أي مسؤول مهما علا شأنه.

ولا أي مخرج.

ولن نتفاوض مع أي جهة.

ولن نقبل بأي وساطة.

وحتى مايسة سلامة الناجي فلن نسمح لها بزياراتها هذه المرة.

ونقول لها من هذا المنبر  أنت غير مرحب بك يا مايسة.

ولن نقدم لك الليمونادة. ولن نطعمك السمك.

فلا تحاولوا أن تمثلوا دور عبد الكريم الخطابي.

ونحذركم من مغبة ذلك.

وننصكحم بأن تجمعوا ديكوركم. وكاميرتكم. وتنصرفوا حالا.

وهذا الموقف هو موقفنا جميعا.

وكل واحد منا مستعد للموت. لكنه لا  يقبل أن يرى عبد الكريم الخطابي ممثلا. في فيلم.

وهيهات منا الذلة.