علي سوسني كود سبور ///
منذ مدة ليست بالقصيرة، اختار المذيع المتألق “سابقا” خالد ياسين خوض تجربة اليوتوبر المحلل الكروي. اختار هذا التوجه بعد مسار طويل من تقديم الاستديوهات الرياضية في القنوات الخليجية، غير أن هذا الاختيار بعد عودته للمغرب من أجل إغناء النقاش الرياضي ببلادنا، ولكن فقط من باب خالف تعرف والضرب في كل ما هو مغربي، بحقد غريب لا نعرف سببه لحدود الساعة، أو لربما سنعرف في قادم الأيام.
بغض النظر على البون الشاسع ما بين التقديم التليفزيوني والتحليل الكروي، يصر خالد ياسين بلغته المنمقة على أن تكون جميع الآراء التي يسجلها مخالفة للآراء المتداولة، فحتى إبان وصول المغرب لنصف نهائي كأس العالم بلع خالد ياسين وكأن الأمر لا يعدو أن يكون إنجازا ثانويا وركز كثيرا على الهزيمة أمام فرنسا وكأننا معتادون على بلوغ المربع الذهبي في كل نسخة من نسخ كأس العالم.
ولا يبدو أن خالد ياسين يهتم كثيرا بما تكيله الجهات المعادية للمغرب في إفريقيا، وخصوصا الجزائر التي يتجند صحفيوها في خط واحد لضرب المغرب صباح مساء، يخرج خالد ياسين لتبني نفس الأفكار وبث نفس السموم، مشككا في أسباب استقبال المغرب للمنتخبات الإفريقية بملاعبه الوطنية، حتى ولو أن هذه المنتخبات نفسها لم تعترض فيبدو أن الأمر مقلق لخالد ياسين أكثر من غيره.
لم نسمع لخالد ياسين كلمة عندما تعرضت الفرق المغربية للظلم التحكيمي وآخرها بركان ضد الزمالك، أو في ظروف الاستقبال الكارثية للمنتخبات الوطنية بالجزائر بالشتم والسب في كل مرة، كما لم نسمع خالد ياسين حينما كان يصول ويجول في القنوات الخليجية بالتذكير بأصوله المغربية مختبئا دائما تحت تلك اللغة الفصحى المكلفة التي يعتقد أنها تصون المصداقية.
ولكن خالد ياسين وعندما يتم انتقاد وضعية حقوق الإنسان في السعودية، يخرج بكل قوته من أجل التصدي لحقائق معروفة، أبرزها جلد اللاعب حمد الله كزمن الجاهلية، وهي حادثة “سرط” ياسين عقبها لسانه وكأنها لم تقع قط، لأن الأمر يتعلق بدولة أموالها وسلطتها قوية، فلا بأس من محاباتها من باب اتقاء شرورها.
لخالد ياسين منطق واحد وهو تثبيت نظريات المؤامرة وتبخيس كل إنجازات الكرة، وتحت قبعة الناقد النزيه يرى ياسين أن لا تقدم تحقق وأن كل ما يقع هو صدفة بناء على كولسة المغرب في الاتحاد الإفريقي كما صرح في الفيديو الأخير، والذي التقفه الإعلام الجزائري ولم يفوت الفرصة لنشره على أوسع نطاق.
هل بعد أكثر من 30 سنة في خدمة الإعلام الخليجي قرر ياسين التقاعد بالمغرب والإطلالة عبر يوتيوب ليبتز شخصا ما من أجل المناصب العديدة التي ستفتح قريبا في الإعلام الرياضي استعدادا لمونديال 2030؟ أو للأمر علاقة بالوحدة وتقدم السن والاشتياق للأضواء؟ لقد قالها المغاربة قديما “الله يقاد العمر مع البصر” ونتمنى لخالد ياسين ختاما أحسن من هذا، وشفاء عاجلا من مرض غياب الأضواء.