حميد زيد – كود//
كل من يقول: “حماس برا برا” نحتفي به في موقع كود.
كل مظاهرة في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية.
كل وقفة في بيت لاهيا.
نتبناها. ونروج لها. وندعمها.
و رغم أننا نردد دائما في هذا الموقع أن تازة قبل غزة.
ونلوم من يتضامن مع الفلسطينيين.
ومن ينشغل بقضايا المشرق.
ومن يرفع الشعارات.
ومن يصرخ.
ومن يتألم.
ونشكك في وطنيته. وفي مدى ارتباطه بالمغرب.
ونعتبره مستلبا.
ويحمل المظلة حين تمطر في الشرق.
ونتهمه بالتبعية.
وبالارتباط بالإخوان المسلمين.
ومن بقايا البعث. ومن شرذمة اليسار.
وما إلى ذلك.
إلا أننا لا نشعر بالمقابل بأي حرج في الانشغال بنفس القضية الفلسطينية.
وبنفس الشرق.
ولا يهمنا أن نتناقض مع ما يفترض أنه موقف مبدئي لنا.
و “خط تحريري”.
مصطفين إلى جانب خصوم المقاومة.
و متبنين الدعاية الإسرائيلية.
ومساهمين في الضغط الممارس من قوى عظمى وحلفائها ضد شعب محاصر.
ومجوع.
ويُقتل المئات من أطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه كل يوم.
كي يرضخ.
و يقبل بترحيله إلى أرض الصومال.
ولو كان موقف موقع كود منسجما مع “قناعاته” التي يصرح بها.
ولو لم يكن مهتما.
ولو التزم الصمت.
ولو انشغل فقط بالمغرب.
لكان ذلك جيدا.
إلا أن موقع كود للأسف منحاز لطرف في هذه “الصراع” الذي يقول إنه لا يعنيه.
و عدو كود هي المقاومة.
أي مقاومة.
ويسعى بدوره إلى طردها من غزة.
كما يرغب في ذلك نتنياهو.
ويرغب في ذلك ترامب.
ويرغب في ذلك بعض العرب.
وقد يكون كود موقعا حداثيا ولا يرغب في مقاومة إسلامية.
وربما هذا هو السبب الذي يجعلنا نفرح لكل شاب يصيح: حماس برا برا.
بينما لا يمكن لنا أن نخترع للفلسطينيين مقاومة على هوانا.
وليس من حق أحد أن يفرض عليهم ما يتمناه.
وليس من حق أحد أن يلقنهم الدروس.
وأن يخبرهم بأن الاستسلام أفضل.
والرضوخ للأمر الواقع هو القرار الأنسب.
وتصفية القضية خطوة خطوة. وبالتدريج. هو عين العقل.
كما ليس بإمكاننا في نأتي بدين جديد في غزة.
ولا يمكن أن نشترط على المقاومة أن تكون حداثية.
وتشبهنا.
و المفارقة. أنه. ورغم كل التطرف اليهودي.
ورغم كل إرهاب الدولة الإسرائيلي.
ورغم حضور الدين في احتلال يهود إسرائيل لفلسطين.
ورغم الأسطورة.
ورغم خلط الخرافة بالتاريخ.
فإننا لا نرى كل هذا التطرف الديني اليهودي في موقع كود.
ونتوقف عن أن نكون حداثيين. و إنسانيّين.
ومع الحق.
و بما أننا في موقع كود نتبنى قضية خروج حماس
وطردها.
و نتحمس إلى أي مظاهرة.
وإلى أي احتجاج.
دون أن نمتلك. ولا مرة واحدة. نفس الحماس.
وندعو إلى طرد الاحتلال.
وإلى تحرير فلسطين.
ولنفترض أن رغبة كود هذه تحققت. و طرد الأهالي في غزة المقاومة الإسلامية.
فهل سنكتفي بذلك.
أم سنظل نطالب بخروج أي مقاومة.
كيفما كانت.
والغريب أننا نفعل كل هذا وفي نفس الوقت نهاجم من يتضامن مع غزة.
فما الذي يضطرنا في هذا الموقع أن نكون ضد الضحية.
ما الذي يجعلنا متحمسين لهذا الموقف.
ومصطفين.
ما الذي يجعلنا متناقضين إلى هذا الحد.
ما الذي يجعلنا نهتم بقضية نحن ضد كل من يهتم بها.
ومن ينشغل بها.
ومن يخرج في المظاهرات نصرة لها.
ما الذي يجعلنا نعاني من كل هذه الحساسية من المقاومة.
ومن الصمود.
بينما نعرف أن الاحتلال الإسرائيلي قاومه الشيوعيون الفلسطينيون.
وقاومه الاشتراكيون الفلسطينيون.
وقاومه القوميون.
وقاومه اليمينيون. والشوفينيون.
وقاومه المسيحيون.
وقاومها اليهود.
وقاومه الإنسانيون. والفنانون. والشعراء.
و قاومه الإسلاميون.
ولكل مقاومة زمنها وعصرها.
إلا أنه يظهر أننا في كود لا نريد أن تكون هناك مقاومة إسلامية.
وربما لا نريد مقاومة بالمطلق.
ونناضل من أجل خروجها.
ونناشد من هذا المنبر الفلسطينيين
أن يغيروا دينهم
وأن يصبحوا بوذييين مثلا
وأن يكفوا عن الصلاة
وعن الاستشهاد
وعن الصوم
و أن تكف نساؤهم عن ارتداء الحجاب
و أن يستسلموا للمحتل
وأن يخرجوا من غزة بدورهم
وأن يحتجوا على وجودهم
و أن يرفعوا شعار
“فلسطين تطلع برا”
وأن يصيحوا:
“فلسطين إرهابية”.
وأن يرفعوا لافتات كتب عليها:
“عاشت إسرائيل”
“عاشت دولة الاحتلال”
و “عاش التهجير القسري”
و “المجد للتصفية”
و “عاشت الإبادة ولا عاش من خانها”.
و هذا هو الشرط الذي نضعه في موقع كود
كي نتعاطف مع هذا الشعب
وكي نكف
عن المشاركة في الدعاية والترويج
لطرد مقاومته.
رغم أن الأمر لا يعنينا
ورغما أننا نردد دائما
ويا للمفارقة
ويا للتناقض
أن تازة قبل غزة.