مايسة سلامة الناجي – كود ////

ونحن نتعامل مع بلدان إفريقيا جنوب الصحرا فنحن لسنا على أرض صلبة، ولا نصنع اتفاقياتنا مع مؤسسات ديمقراطية عريقة ثابتة مهما تغير رئيس البلد وفريقه الاستتشاري وديبلوماسييوه.. إنما يجب دائما استحضار تخلف القارة الإفريقية حديثة العهد بالديمقراطية، حيث القرارات السياسية والاقتصادية الكبرى لبلدانها تخضع لمزاج الحاكم وحده لا شريك له ومدى قدرته على مقاومة إغراء المال خاصة ونحن نتنافس مع جارة مستعدة لشراء الذمم بفلوس الغاز، ومدى  قدرته على مقاومة ضغط التدخلات الأجنبية حيث يمكن في أي وقت أن تطمع أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا في استثمار رؤوس أموالها فيما لا يهم شركات مغربية سوى مصالحها ويغلب ضغطها على كل العلاقات الودية بيننا وبين البلد الإفريقي!

ولو خسر أحمد بخاري يوم أمس الانتخابات الرئاسية النيجيرية لكان مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري في مهب الريح ولاضطرت الديبلوماسية المغربية إعادة بدأ المفاوضات مع الرئيس الجديد ومستشاريه ودواوينه من جديد.. ولو لم ويفز ماكي سال بولاية ثانية رئيسا للسينيغال لكان النظام المغربي أمام سينيغال لا يعرفه، ولاضطر إلى إعادة تبذير فلوس الشعب على الرئيس الجديد من جديد، وفينك يا هدايا ويا 70 ألف قرآن بالصقلي، ويا مليون بواطة دلاسپيرين، ويا 50 جبادور و30 بلغة مبخرين بعود القماري، ويا أظرفة ويا أغلفة وتكاشط ومضام… يعني أننا أمام كل انتخابات رئاسية إفريقية علينا التحرك لدعم الحليف، وتحضير الدهاز في حالة لم يفز! واخا يكون عندنا مغارة علي بابا.

وطبعا هذا كله لأجل حشد حلفاء لمغربية الصحرا.

وفي المقابل، تعتقد الرباط انها فوق أرض صلبة، أرض تراقبها المينورسو. فأي الأرضين يجدر على النظام تبذير المال العام فيها؟ الدول الأفريقية التي تتغير قراراتها كالجو الاستوائي؟ أم المناطق الجنوبية حيث إمكانية كبيرة جدا أن تنميتها وتهيئتها وتشغيل شبابها قد يعود على الدولة باعتراف الساكنة الأصلية بمغربية الأرض وينتهي الخلاف داخليا بعيدا عن كل التدخلات الأجنبية التي يتنصل منها ويرفضها كليا الملك محمد السادس.

أنا هنا لا أنفي وجوب وجود حلفاء أفارقة ووجوب فرض المغرب سيادته في قارته، لكن كدولة اعترف ملكها بفشل النموذج التنموي، وتتعثر حكومتها في أجندة التكوين المهني، ويعاني سكانها من الفقر والتهميش، وتفتقر صحراؤها للجامعات والمستشفيات أن تذهب لبناء عاصمة جنوب السوداء، وتهئية مستشفيات السينيغال، وإيجاد فرص شغل لشباب كوناكري.. منطق لم يفهمه الشعب المغربي بعد.