حميد زيد – كود//

نحن ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأن الرجل ليس رجلا بالضرورة.

والمرأة ليست امرأة. ولا تغرنكم المظاهر.

ولأن الأمور ليست بهذه البساطة.

إذ يظن دونالد ترامب نفسه أنه يعشق المرأة. لكن من يدري. فقد تكون دمية.

وربما هي مجرد صورة متخيلة عن المرأة.

لكن من هذا الذي يقدر أن يقنع الرئيس الأمريكي.

من هذا الذي يستطيع أن يواجهه بحقيقته.

من هذا الذي يستطيع أن يقول له إن المرأة التي يتحدث عنها في مكان آخر.

وقد تركها ليبحث عن صورتها. في عارضات الأزياء. وفي الشاو. وفي تلفزيون الواقع.

وقد يكون ترامب رغم كل ما يحمل من يقين شيئا آخر.

ومن يدري.

و ربما هو غيلم في عالم مواز.

وقد يكون ميتا في ألمانيا في زمن غير هذا.

وقد لا يكون موجودا.

وقد يكون مجرد خطأ في التاريخ.

وقد يكون يحب نفسه أكثر من المرأة. وينام مع نفسه. ويداعبها. وبمنطقه. فإنه لا يوجد سوى جنس واحد. وهو الرجل.

وهو ترامب.

وهذا نوع من الأنواع التي يرفض ترامب الاعتراف بوجودها.

ما يعني أنه ضد نفسه أيضا.

ولذلك علينا أن نكون واضحين في موقع كود.

وأن لا نجبن أمام الرئيس الأمريكي. كما يفعل الجميع.

وأن لا نتنكر لمبادئنا. وقناعاتنا. وسمعتنا السيئة. فترامب زائل. أما الحرية فباقية. أما التنوع. أما الاختلاف. فهما الحياة.

التي ليست بيضاء أو سوداء. ولا خيرا أو شرا.

علينا أن نرفض في كود أي مانوية.

علينا أن نتشبث بقيمنا التي كنا دائما ندافع عنها.

علينا أن نكون صرحاء وواضحين وندافع عن طاقمنا في كود الذي تشتغل فيه أنواع يرفض الرئيس الأمريكي الحالي وجودها.

ففي مكتبنا في الرباط مثلا يوجد رجل يظن نفسه معزاة.

ويثغو في الأخبار التي يكتبها.

فهل نطرده من العمل. وننفي أي وجود له. ونقصيه. و نهمشه.

وفي واشطن لنا مراسلة تقول إنها فحلة.

فهل نمنعها من كتابة مراسلاتها لأنها كذلك. ولأنها ترفض أن تتغنج في عملها الصحافي.

ولأنها ضد الصورة التي رسمها الرجل عن المرأة.

كما لنا زميل يشتغل في مكتب جرادة يرفض أن يكون أي شيء.

ويرفض أن يكون رجلا.

ويرفض أن يكون امرأة.

ويرفض أن يعمل.

ناهيك عن المثليين بكل أصنافهم. والمنحرفين. والمتحولات والمتحولين. الذين نستقبلهم في هذا الموقع.

ونرحب بهم.

ونشغلهم. وندافع عنهم. حتى أصبح قراؤنا الأسوياء. والمدمنون علينا. يلقبوننا بموقع الشواذ.

و نحن في كود لا ننفي ذلك.

ونعتبره مديحا لنا.

ونتمنى حقا أن نكون كذلك. و أن نكون مع الأقليات. ومع المهاجرين. ومع السود. ومع الصفر. ومع التهجين. ومع فلسطين. ومع كل ما لا يقبله ترامب.

وأن لا نضعف أمام هذا المد الرجعي.

و أن نكون إنسانيين.

و لا ننخرط في هذه الأممية الرجعية الزاحفة.

و لا نساعد العنصريين. واليمين المتطرف. والجهل. والتعصب. والتهويل.

علينا أن لا نشارك في صناعة الخوف.

فليس ضروريا أن تحب المرأة رجلا.

ومن شاهد الفيلم الأخير “بيرد” للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد. سيندهش من قصة حب جميلة بين فتاة وطائر.

طائر أكثر إنسانية من البشر.

طائر يقدر المرأة.

طائر يمثل كل قيم الرجولة.

طائر ضد كل ما يمثله الرئيس الأمريكي من قيم.

كما يمكن أن يخرج من الرجل والمرأة وحش. أو مخلوق غريب. كما حدث في فيلم “رأس الممحاة” للمخرج ديفيد لينش الذي غادر هذا العالم قبل أيام.

ربما احتاجا على عالم يرفض الخيال.

ويضيق على الناس.

فهل نتخلص من مخلوق ديفيد لينش الغريب.

و هل نتخلص من الطبيعة. ومن ميولات الناس. ومن الحياة. ومن الحرية. إرضاء للمحافظين الجدد.

فكم من شخص هو الآن شجرة.

أو سور.

أو عمود كهرباء مطفأ.

ومن يقدر أن يجزم من يكون ذلك الثعلب الذي ظهر في فيلم “طائر”.

من يقول لنا عمن كان يبحث.

من يفسر لنا الجملة التي تقول في الفيلم: لا أحد هو لا أحد.

وهناك من يحب إصبعا واحدا في القدم.

وهناك فيتيشيون يحبون الجورب وليس صاحبته.

وهناك إصبع يتكلم في الشعر.

وهناك من يعيش في ربلة الساق.

وهناك قضيب يتكلم في رواية ألبرتو مورافيا.

وهناك تعب الإنسان من الرجل والمرأة معا على حد سواء والذي يجب أخذه بعين الاعتبار.

وهناك ضجر البشر.

وهناك أشياء كثيرة أخرى خلقها الله

لتحيا

ولتعيش

وهناك حق الناس في الهجرة

وفي العمل

وفي تحسين ظروفهم

وهذا كله يحاربه دونالد ترامب

و لذلك علينا أن نكون ضده في كود

و أن نكون واضحين

و أن نستمر مدافعين عن كل الأنواع

وكل الشعوب المحتلة

وكل الأقليات

وأن نقاوم

ولا نلتحق بالركب.