حميد زيد – كود//
الغرب الكافر لا يقاوم.
الغرب الكافر مغر صراحة.
الغرب الكافر فيه انحلال. وحرية. وفرص عمل. وكرامة. وعري. وديمقراطية. وحقوق. وفجور.
الغرب الكافر فيه منكرات عظيمة تستحق أن يغامر الإمام المغربي من أجلها.
الغرب الكافر في كل مرة يفضحنا نحن المسلمين هذا الغرب الكافر.
الغرب الكافر يظهر تناقضاتنا واضحة.
الغرب الكافر يغري نخبتنا. وعمالتنا. وأطباءنا. ومهندسينا. و طلبتنا. وفاقدي الأمل خاصتنا. وعاطلينا.
والمنبهرين به.
والمستلبين. والمعجبين.
وحتى الأئمة المغاربة المحصنون.
وحتى الوعاظ الذين أرسلتهم وزراة الأوقاف في بعثة دينية لتأطير الجالية في أوربا. أغواهم هذا الغرب الكافر بسحره.
ولم يسلموا من تأثير فساده.
ومن غواية شيطانه.
ومن جاذبيته.
وبدل أن يعودوا إلى المغرب بعد انتهاء مهمتهم فر ما لا يقل عن 13 فردا منهم.
حيث ذابوا في باريس. وفي بلاد أوربا. ولم يظهر لهم أثر.
مثل أي حرّاك.
وبعد أن أنهوا مهمتهم في التأطير وفي الصلاة بالمغاربة في المهجر.
رأوا أن الحياة في أوربا تستحق المجازفة. و ترك الأهل. والراتب. والوظيفة. والتعويض. ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
رأوا أن جنة الغرب الكافر تستحق أن يغامر الإمام من أجلها.
وأن يهرب من بلاده.
ويتعب. ويشقى. ويختفي عن الأنظار. و يبدأ من الصفر. ويسوي وضعه القانوني.
ويبحث عن عمل جديد.
أو يحصل على عقد إمام محترف. تماما كما يفعل لاعبو الكرة.
الذين قاموا بنفس الخطوة. و هربوا في سويسرا. وفي بلدان أخرى
وكم سيكون صعبا بعد أن وقع ما وقع أن نردد خطاب التأطير الديني.
ونموذج الإسلام المغربي المعتدل.
حيث الكل يفر.
ولا فرق بين معتدل. و متشدد. وصوفي. وسلفي. وكافر. ورياضي. وطبيب. وصحافي. و مهندس. وعامل في الحقول.
الكل يجذبه هذا الغرب الكافر.
ويجذبه تفككه الأسري. وشذوذه. وديمقراطيته. و الحقوق التي يضمنها لك.
و يجذبه فساد الغرب. و الخلاعة المتفشية فيه.
وفي أول فرصة. وبمجرد أن يلتفت المسؤولون في السفارة. وفي وزارة الأوقاف.
يهرول الأئمة. والوعاظ. والمرشدون. لا يلووون على شيء. ويفرون.
متخلين عن التأطير
وعن الصلاة بأبناء الجالية.
مؤمنين بأنه أينما تولوا فثم وجه الله.
وفي باريس. وبروكسيل. وأمستردام. وفي كل مكان.
بينما ما ينقص الإمام الهارب
وغيره
هو الحرية. وهي الحياة. والعمل. والمال. والكرامة.
وهي أشياء غير متوفرة في كل مكان
وغير مضمونة في المغرب. وفي بلاد الإسلام كلها.
ولذلك يتم الفرار
بين الفينة والأخرى
بحثا عنها
في بلاد الكفر.