حميد زيد – كود//
كل ما طلبته سمية بنخلدون ليلة أمس من الله تحقق عكسه.
فلم يلهم سبحانه وتعالى سعد الدين العثماني الصواب.
ولا حسن الجواب.
ولا قوة الخطاب.
وربما هو اختبار من الخالق لسمية بن خلدون.
وربما هو امتحان.
وربما لأن الله لا يتدخل في شؤون العباد، ولا يقحم اسم جلاله في أمور السياسة.
وقد يكون الله عز وجل عاقبها.
وقد يكون قدم درسا لها.
كي لا تستغل اسمه مرة أخرى، وكي يبقى جل جلاله على مسافة واحدة من كل الفرقاء.
ومن الأغلبية الحكومية ومن المعارضة.
وكي يفهمها سبحانه أنه مجرد برنامج تلفزيوني، وأن رئيس الحكومة يتحمل مسؤوليته، وعليه أن يعول على نفسه، وعلى إنجازاته.
وكي يقول لها إن زمن المعجزات ولى، ومن المستحيل أن يلهمه حسن الجواب، وقوة الخطاب، بينما هو لم يقم بأي مجهود، ويدافع عن أشياء لم يكن على علم بها، وتوصل بها في آخر لحظة، كما توصل بها كل المغاربة.
وربما لم يستجب الله لدعائها بسبب الخطيئة الأصلية، وبسبب نشأة هذه الحكومة التي لم تكن طبيعية.
والتي ارتكبت فيها معصية ديمقراطية، وتم فيها التخلص من الرجل الذي كان من المفروض أن يكون هو رئيس الحكومة.
وبدل أن تطلب زوجة الحبيب من الله المغفرة.
وبدل أن تكتب سامحنا يا رب على ما فعلنا في حزبنا.
تريد من الله أن يكرس الوضع.
وأن يلهم العثماني قوة الإقناع، وأن يجعله يسحر المستعمين.
لا.
لا.
يا سمية.
هذا دور يقوم به خبراء في التواصل. وشركات هذه هي مهمتها. وتتقاضى عليها الثمن الخيالي. ومن غير اللائق إقحام الله فيه.
ولا الاستنجاد به.
كما لو أنك تطلبين منه سبحانه وتعالى أن يدعم انقلابكم على أمينكم العام السابق.
وكيف لله أن يفعل ذلك
وكيف له أن يستجيب لدعائك
وهو عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
ويعرف ما في السرائر
ويعرف تفاصيل القصة من بدايتها إلى نهايتها
ويعرف كل ما وقع
وربما لهذا لم يستجب لدعائك
ولم يلهم رئيس الحكومة حسن الجواب. ولا قوة الخطاب. بل على العكس من ذلك. لخبط أفكاره. وأربكها. وشتتها.
وجعلها غير مقنعة. وأفقده هدوءه المعروف به. ووتره.
وربما هناك أسباب أخرى
الله وحده بها أعلم.