حميد زيد – كود///
غالبا أن الذين اخترقوا خوادم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مترددون لأسباب كثيرة في تسريب بيانات موقع كود.
وهي موجودة عندهم دون أدنى شك.
ومضغوطة في ملف.
وفيها اسمي وكم أتقاضى.
وفيها أنس العمري أيضا.
هذا الصحافي الذي يستحق الأجر الأعلى في المغرب.
لأنه يكتب في كل المجالات. ويشتغل في كل الأقسام. وفي السياسة. وفي الفن. وفي الرياضة. وفي الصفحة الدولية.
ويشتغل يوم السبت والأحد.
لكن ما الذي يجعل هؤلاء الهاكرز مترددين في فضح مؤسستنا الإعلامية.
ما الذي يجعلهم يتأخرون كل هذا الوقت.
إذ يجيب مصدر من داخل كود أن المخترقين يعانون منذ مدة في فهم موقعنا.
واستيعاب ما يكتب فيه.
ولا يعرفون أين يمكنهم وضعه. وتصنيفه. وفي أي خانة.
و يحارون في أمره.
وفي أخباره. وفي مقالاته. وفي آرائه. وفي متابعاته الصحفية. وفي عناوينه. وفي لغته. وفي أخطائه.
وتارة يظنون أنه موقع عياش.
وطورا يبدو لهم كود كأنه موقع معارض.
وهم الآن في طور التأكد.
لكن يبدو أنهم لن يتوصلوا إلى نتيجة.
ولذلك يناقشون مسألة استهدافه ويختلفون في ما بينهم.
ويتراجعون.
ويقول صحافي غادر موقع كود. لكنه على دراية واسعة بما يقع في مطبخ موقعنا الداخلي. رافضا الكشف عن اسمه”إن غياب منصب مراجع لغوي في كود هو ما يوفر له الأمن السيبراني”. مضيفا أن ذلك كان”سياسة حكيمة من المؤسسين الأوائل لهذا الموقع. الذين تخلوا عن المصحح. وتركوا الأخطاء تروج في كود. حرة. كي لا يقع أي اختراق”.
فمعروف. حسب هذا المصدر. أن الخطأ يطرد المخترق مهما كان متمكنا.
ويجعله يتيه. ويتعب. وينصرف إلى شيء آخر. صحيح لغويا.
وواضح في خطه التحريري.
ومن يمنح الحرية للأخطاء. ويعتني بها. فإنها تكافئه.
بينما أكد لنا خبير في استراتيجيا الاختراقات وتحليل الهجوم السيبراني أن المخترقين وأصحاب برامج التجسس صاروا يتجنبون موقع كود.
بسبب تجاربهم السابقة مع مدير هذا الموقع.
وبسبب انقلاب السحر على الساحر.
فكلهم يتذكرون ذلك اليوم الذي كتبت فيه جريدة لوموند اسم مديرنا أحمد نجيم ضمن الأسماء التي تم اختراق هواتفها من قبل برنامج التجسس بيغاسوس.
فما كان من المدير إلا أن احتج على هذه اليومية وعلى من كان خلف ذلك التحقيق على ذكر اسمه دون استئذانه.
ولما خضعوا له وحذفوا اسمه.
احتج عليهم على حذف اسمه دون استئذانه.
في موقف تاريخي جنن الدولة. وبرنامج بيغاسوس. وكل جواسيس العالم. والمناضلين والعياشة. وكل أنظمة وبرامج التجسس.
ومنذ ذلك الحين أصبح المخترِق يفكر ألف مرة قبل اختراق كود.
نظرا لغياب الجدوى.
ولغياب الفرق بين اختراق كود وعدم اختراقها.
وفضحها وعدم فضحها.
ولغياب مؤسسة يمكن اختراقها.
فكل من تم اختراقهم يشعرون أنهم مؤسسة إعلامية.
إلا نحن.
ونحس بوجود كود.
ونراها.
ونشتغل فيها.
ونحصل منها على أجر شهري.
وتحرص على التصريح بنا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
لكن لا أحد منا يحس بأنها مؤسسة.
ولنا مقر.
ومكتب في الرباط يشتغل فيه هشام أعناجي.
لكنك. ومهما بحثت عن عنوان هذا المقر وهذا المكتب فلن تجده.
ولن تجد مديره.
ولن تجد رئيس التحرير.
ولن تجد أي أحد.
وهذه كلها عوامل تلعب لصالح مناعتنا الرقمية.
وتحمينا من الهشاشة الأمنية.
ناهيك عن أن الذي قيل إن برنامج بيغاسوس اخترقه
وهو اختراق أشيع أنه تعرض له رؤساء دول
ووزراء
ورؤساء حكومات
ودول عظمى
لن يتأثر بتسريب معطياته الموجودة لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
و لا يرى أي مشكل في هذا الأمر
ولا يرى أين تكمن الفضيحة في أن يكون الصحافي مصرحا به.
ويتقاضى أجرا
لأن هذا هو الطبيعي
وغير الطبيعي هو أن تكون صحافيا وغير مصرح بك.
ولهذا كله
ولأسباب أخرى
لم يتم لغاية هذه اللحظة تسريب أي بيانات ومعطيات تخص موقعنا.
وحتى لو ظهرت هذه التسريبات
فإنها ستندم
وستعود إلى الصندوق الذي خرجت منه
ولها عبرة
في ما تعرض له ذلك الحصان المجنح.
الذي عاد خائبا
يجر ذيول الخيبة. هو ومن امتطوا صهوته.
وهذا لا يعني
أننا راضون في موقع كود على كتلة الأجور التي نعتبرها ضعيفة
ولا تليق بمؤسسة فيها كل خطوط التحرير الممكنة
وكل التيارات
والتي يستحوذ على أعلى الأجور فيها
صحافيون لا يحضرون إلى المكتب
ولهم من الأسماء أحمد الطيب وهند الكلاوي وأسماء غربي
مع أنهم غير مصرح بهم
ولا أثر لأي وجود لهم في الواقع
ولا في المواقع.