حميد زيد – كود ///

للحبيب حاجي أكثر من جمعية.

وله “جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان”.

وفي جمعيته يوجد محمد الهيني.

وله “جبهة وطنية لمناهضة التطرف والإرهاب”. تصدر بين الفينة والأخرى بيانات. تندد فيها بتصريح لبنكيران.

وتدافع فيها عن عبد اللطيف وهبي.

وله “مؤسسة آيت الجيد بنعيسى للحياة ومناهضة العنف”

كما له صفحة في الفيسبوك باسم مجموعة من الأشخاص يدعون أنهم ضحاياه.

كما كان في وقت سابق منسقا للجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية.

ورغم انشغالاته الكثيرة. و تعدد اهتماماته.

ورغم كثرة خصومه في الشمال.

ورغم المتربصين به في كامل تراب المغرب.

و رغم المشككين في نواياه.

فقد توصل الحبيب حاجي قبل غيره للمسؤول الأول عن إهانة وتعذيب الشباب الذين ظهروا عراة في صور الفنيدق.

متهما بشكل مباشر عامل المضيق.

ثم الباشا.

وبعدهما وزير الداخلية. ورئيس الحكومة. حسب الترتيب الذي وضعه.

متفوقا على كل الهيئات الحقوقية.

وعلى الجمعية المغربية. وعلى المنظمة. وعلى العصبة.

إلا أن الجميع يتجاهل للأسف ما توصل إليه الحبيب حاجي.

ولا عامل المضيق والفنيدق يرد عليه. ويدافع عن نفسه. ويقول أنا بريء.

ولا الباشا.

ولا المشتغلون في الإنعاش الوطني الذين اتهمهم حاجي بسرقة هواتف الشباب الذين كانوا يحاولون الوصول إلى سبتة بطريقة غير قانونية.

ولا الصحافة أخذته على محمل الجد. مع أن ما قاله خطير.

ويفرض على كل الزملاء الاتصال بالحبيب حاجي. و بجمعيته للدفاع عن حقوق الإنسان.

بينما لم يقم أحد بذلك.

وكأن هناك اتفاقا بين كل المواقع والصحف للتعتيم على الحبيب حاجي.

وعدم الاعتراف بالمجهودات الحقوقية التي يقوم بها.

مختارا قضاياه بعناية.

ولذلك يضطر دائما. وكلما عثر على قضية. إلى تصوير فيديو. متصلا بموقع وطني و آخر جهوي.

محاولا. بما يتوفر عليه من إمكانيات. فك الحصار المفروض عليه.

وفضح الخروقات.

والدفاع عن حقوق وكرامة المغربي.

ورغم أنه هذه المرة خرج هو وجمعيته ليتهموا السلطة صراحة.

و ليحمل العامل. وبعده الباشا. مسؤولية ما وقع في الفنيدق.

فلا أحد هاجمه.

ولا أحد شهر به.

كما نفعل عادة مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

ولا أحد صفق له.

ولا أحد وجه إليه التحية كما نفعل عادة مع الرفاق في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

وحتى السلطة التي بطبيعتها قامعة. ولا تقبل أن يتهمها أحد بالتعذيب. لم تول الحبيب حاجي أي اهتمام.

ولم تنتقم منه.

ولم تراقبه. ولم تتنصت عليه. ولم تخترق هاتفه.

ولم تلفق له أي تهمة.

ولم يجد صحافيين في صفه.

ولم يحصل على أي إشادة.

ولم يتعرض لأي حملة للنيل منه.

وهذا مؤسف حقا.

وفيه تمييز حقوقي. وتفضيل لنوع محدد من الحقوقيين. وإهمال لنوع آخر يمثلهم الحبيب حاجي.

وفي اللحظة التي قرر فيها أن يفضح السلطة في شخص العامل.

و أن يكون مستقلا.

وحقوقيا.

وشجاعا. لا يهاب القمع.

ويثبت للمشككين أنه ليس كما يظنون.

وأنه قادر على الإشارة بإصبعه إلى السلطة. وخروقاتها. لم يصدقه أحد.

كما استمر النظام

والمناضلون

والإعلام

في تجاهله

رغم خطورة ما توصل إليه.

ورغم السرعة القياسية للتحقيق الذي قام به

متوفقا على الجميع

واصلا إلى الحقيقة قبل الشرطة القضائية

راكضا إلى الفيديو

وإلى الرأي العام

وحده

وبمجهود فردي

دون حتى أن يهتم بالتفاصيل

وبالمظهر

وبالطابع المؤسساتي

و بصورة تجمعه بأعضاء مكتب جمعتيه للدفاع عن حقوق الإنسان.

كما لو أنه كان في عجلة من أمره.

وكما لو أن الوقت لم يكن يسمح له بأي تأخير

كي لا يأتي أي شخص آخر . ويسبقه. ويحمل العامل والباشا مسؤولية ما وقع.

ويأخذ مكانه

في الدفاع عن حقوق الإنسان.