حماسي نابع بالأساس من مشاركة جماعة العدل والإحسان في مسيرات 20 مارس، والسبب هو أن هذه الجماعة الدينية تتوفر على أتباع كثر سيأتون بأعداد غفيرة، وذلك سيمنحني دون شك طمأنينة لا توصف بألا يتعرض لي البوليس ولا يقمعني أحد، لأني أعرف أن هذه الجماعة وشيخها لا يمكن أبدا أن يمسهم سوء ولا يمكن بالمطلق أن تطالهم الهراوات ولا خراطيم المياه، والدليل القاطع على ذلك، هو ما حدث في مسيرات سابقة، حين خرج نساء ورجال الشيخ عبد السلام ياسين، فشق الملائكة السماء وغطوا أتباع الجماعة بأجنحتهم التي منعت عنهم أذى المخزن.

إذن أعلن أمامكم أيها القراء أني سأخرج، لأني أعلم أن الرسول والصحابة سيكونون برفقتنا، وسيوزع علينا النبي الكريم التمر حين نشعر بالجوع وتبح حناجرنا، كما حدث سابقا في مسيرات تدعم العراق وفلسطين، فما بالك بهذا الموعد التاريخي الذي قد يغير المغرب ويقلبه رأسا على عقب.
الشيخ عبد السلام ياسين سبق أن قال بعظمة لسانه أنه شاهد الرسول يقظة وبالعين المجردة، كما أنهم في الجماعة رأوا النبي وهو يخرج من اللافتات ويبشر المريدين بموعد النصر القريب وبدولة الخلافة التي تنتظرهم، ورأوا أيضا جبريل وهو يظللهم بجناحيه تساعده في ذلك كتيبة من الملائكة، بالإضافة إلى السيدة عائشة وفاطمة الزهراء اللتين تخرجان عادة في مظاهرات العدل والإحسان أو تتحدثان مع الشيخ.

فليطمئن إذن بال المخزن لأنني سأخرج مع إخواني، وإذا سقط المطر فلن أعود إلى البيت مبللا ولن أحمل مظلة، لأن الملائكة ستحميني من زخاته، وإذا كانت هناك شمس حارقة فلن نصاب بدوخة لأن السماء ستصبح مثل قبعة كبيرة تحمي رؤوسنا الساخنة أصلا بالشعارات والمطالب.

أما ما يروجه المخزن من أن جماعة العدل والإحسان هي المسؤولة عن قمع رجال الأمن للمتظاهرين في 13 مارس الماضي وأنهم أرادوا زرع الفوضى، فهو تبرير مردود عليه، لأن أعضاء الجماعة غير مرئيين ولا يمكنهم أن يظهروا للبوليس بالعين المجردة، والأكيد أنهم كانوا حاضرين بكثرة، إلا أنهم مع ذلك كانوا خفيين و لا يمكن لمسهم، أما هؤلاء الذين ظن والي الأمن أنهم منهم فهم أبدالهم المنتمون لحركة 20 فبراير، والذين تعرضوا لضرب مبرح دون أن يتألموا، ولذلك لم يظهر في كل الصور التي نشرتها المواقع والجرائد وتعرض فيها المتظاهرون للضرب إلا الصحفيون وتلك الفتاة الصغيرة التي خرجت لشراء الخبز، في حين غاب العدليون من الصور، لأن العدسات تعجز عن التقاطهم.

قلت إنني سأخرج في 20 مارس، لكني غير متأكد تماما ما إذا كانت الملائكة ستغطيني بأجنحتها أنا وغيري من غير المنتمين إلى الجماعة، أم أن الأمر سيقتصر على أتباع الشيخ فقط، وهل إذا ما ظهر الرسول سآكل حبة تمر مثل المريدين تماما.

 على أي حال قررت أن أخرج وسأندس بينهم كأي فضولي، ولن أصطف إلى جانب الرفاق في النهج وباقي تشكيلات اليسار الأخرى لأنهم لا يتوفرون على أجنحة ملائكة ولا مظلات ولا يوجد أي شخص يمكن أن يحميهم أو يقدم لهم الماء، وقد يتعرضون لا قدر الله للقمع إذا ما تدخل رجال الأمن وفضوا المسيرة.

المشكل أن معظم أصدقائي في حركة 20 فبراير ينتمون إلى اليسار، ولست متأكدا إذا ما وقفت في صفهم و شاركت في المسيرة إلى جانبهم أننا سننال نحن أيضا بركة الشيخ، أم أن الأمر مقتصر على أتباعه، وهذا موضوع أساسي يجب مناقشته بين شباب 20 فبراير، لأنه من العيب أن يتمتع البعض بالحماية والبعض الآخر لا، فالاتحاد ضروري في التنسيق، والملائكة للجميع وليست لتيار دون غيره.

سأشارك في مسيرة 20 مارس ومتأكد أن الشيخ عبد السلام ياسين سيكون هو الآخر حاضرا معنا، والمثير أكثر أنه سيكون برفقتنا في الرباط وفي الدار البيضاء وفاس ومكناس ومراكش وطنجة وكل مناطق المغرب، لأنه بمقدوره أن يتواجد في أمكنة متعددة في نفس الوقت دون أن يبرح بيته أو يتحمل مثلنا عناء المشي، فالرجل يمشي على الماء مثل المسيح تماما، ويخترق الجدران وغيرها من الكرامات التي لا تتوفر لغيره.

وفي حالة ما إذا هجم علينا البوليس فستطير الجماعة وتحلق في السماء ولن  تستطيع الدولة القبض عليها، وقد أبقى أنا والرفاق في  الأرض مع عبد الحميد أمين وخديجة الرياضي ومحمد الساسي وباقي الشباب، وسنطلب من العدل والإحسان أن ينزلوا، لكنهم لن يسمعوا كلامنا، وقد أوغلوا في الأعالي واقتربوا من سدرة المنتهى، لا يهمم  حينها دستور ولا ديمقراطية ولا حرية ولا عدالة، بعد أن يكونوا قد ابتعدوا كثيرا عن الأرض واقتربوا من العرش، حيث توجد حياة أخرى ليس فيها مظاهرات ولا شرطة، ولا يعلمها إلا الراسخون في العلم