حميد زيد ـ كود//

صراحة أنا لا أفهم هذا التحريض من طرفكم أيها الملاحدة على أحلى وألذ عيد في كل الأديان.

فلا أحد أرغمكم على أن تشتروا الخروف.

ولا أحد حمل سيفا وهددكم بالنحر إن أنتم لم تنحروا كبشا.

فما الذي يزعجكم في الأمر.

وبعظمة لسانكم تقولون إن هذه المناسبة الدينية.

وهذه السّنة.

تحولت إلى عادة.

تقولون إنه لم تعد لهذا الطقس أي علاقة بالدين.

وتدعون غيرة عليه.

لكني أفهم أنكم ضد الدين أيها الكفرة.

ولا تنطلي علي أبدا مثل هذه الحيل.

أفهم أنكم تعادون الله.

وبمنطقكم. فأنتم لا تكتفون بمعاداة الدين.

بل أنتم بهذا التحريض تعادون عادات المغاربة.

وتقاليدهم.

وأعيادهم.

وأفراحهم.

وبطونهم.

وتعادون الكبد.

وبولفاف.

والتقلية.

تعادون هذا الفرح الجماعي.

تعادون رائحة الشواء.

تعادون الشبع.

دون أن تكونوا مقتنعين بذلك.

ولو كنتم ملاحدة حقا.

ولو كنتم مخلصين لمبادئكم.

وقناعاتكم.

أيها الملاحدة.

ولو كانت لديكم ذرة كرامة.

لامتنعتم عن مشاركتنا اللحم.

ولانسحبتم من عيدنا.

ومن لحمنا.

ومن مروزيتنا.

لكني أعرفكم واحدا واحدا.

وأعرف أنكم.

وبمجرد أن يبدأ الدخان في التصاعد.

تتحلقون حول الكبد.

وحول المائدة.

ولا تتركون سفودا يفلت منكم.

وتطالبون بنصيبكم.

وفي أول اختبار يختفي كل ضجيجكم.

ويظهر شرككم.

وتزاحموننا في هذه “العادة”.

وفي وحشيتنا.

وفي طقوسنا الغريبة.

وفي دمويتنا.

ولا تشبعون.

وتطالبون بالمزيد.

دائما.

دائما.

وفي كل سنة.

تصدعون رؤوسنا بخطابكم البئيس.

وفي كل مرة ننتصر عليكم و ننحر خروفنا.

ولا يحول بيننا وبينه ثمن مرتفع.

ولا تحريض.

ولا إلحاد.

ولا إيمان.

ولا نصائح.

ولا مفكرون.

ولا فقهاء.

حتى إن البعض منكم صار يقارننا بالمصريين.

وبمسلمين في بقاع أخرى.

بينما نحن المغاربة نريد الخروف كاملا.

ولا شأن لنا بالمصريين.

ولا بالشيعة.

ولا بالسنة.

ولا بأي أحد.

ولا تعجبنا المقارنات.

ولنا خروفنا.

ولهم خروفهم.

ولنا إسلامنا.

ولهم إسلامهم.

ولن نقبل مشاركة لحمنا مع أحد.

لذلك أنصحكم أن تكفوا.

ومادام هناك مغاربة على هذه الأرض.

فلن نكف عن شراء الخروف.

وسنظل نعيد إلى تأتي اللحظة التي لن يبقى فيها بشر ولا أغنام.

ولن تنجحوا مهما حاولتم.

وقد تخترقون بأفكاركم الهدامة العقول.

وقد تنجحون في نشر أفكاركم الهدامة.

والشاذة.

وقد تؤثرون على الشباب في رمضان.

وتدفعونه إلى الإفطار.

لكن المغربي.

مؤمنا كان أم غير مؤمن.

يعتبر الخروف مقدسا.

ومن صميم هويته.

وهو عيد الأعياد.

ومناسبة المناسبات.

وسنة السنن.

ولن تحولوا بيننا وبينه.

وألم تتعبوا أيها الملاحدة.

فهناك أشياء لا ينفع معها التحليل العقلاني.

والمصيبة أنكم تدعون أنكم عقلانيون.

وحداثيون.

ومتحضرون.

بينما الخروف ليس عقلانيا أيها الكفرة.

لا هو ولا لحمه.

ومع ذلك تصرّون على الخلط بين المجالات.

وفي كل مرة

وفي كل سنة

تكررون نفس اللازمة.

ولا تنظرون إلى الواقع.

وفي كل مرة تفشلون

ونشتري الخروف رغما عنكم.

ونتشبث به.

وبلحمه. وبشحمه.

عاضين بالنواجذ على ألذ شعيرة في كل الأديان مجتمعة.