عمر أوشن – كود//
كيف وقعت في الورطة وعدت الى غرامها.
كنت أعتقد انني شفيت منها براء و شفاء منقطع النظير لكن ها هي المسخوطة قد سكنتني بالحمى حتى سقطت حزينا محطما فنمت ورأيت في منامي الفتى الجميل حكيم زياش يجهش بالبكاء..
أأوااه .. يا إلهي..؟ الى هذا الحد كنت أخفي هذا الحب..حتى بزغ لي في المنام رؤيا..
لم أنم جيدا هذه الليلة بسبب الفريق الوطني..
أش داني علاش شفت الماتش أصلا..؟ و قلبي هشيش ..
و أتعجب للصحافيين الرياضيين والمدربين والممارسين كيف يمكن أن يتحملوا صدمات الكرة و يعودون لحياتهم بشكل عاد بحماس..
لقد جر لي المنتخب الشحيمة و رمى لي الطعم و سقطت رصاصته في القلب أنا الذي قلت قد أقلعت عن مشاهدة الكرة وأخبارها مثلما أقعلت عن سيجارة وينستون المدمرة..
في مباراة كوت ديفوار كنت وسط نخبة من الكوارية المحترفين .ستاد المغربي مدرسة في الرياضات ..هنا قد تصادف نجوما ومدربين وصحافيين مختصين ..مقابلة كوت ديفوار مرت تحت تعليقات هؤلاء ..من وقت لآخر و كم إستمتع بهدوء وانا أصغي لهذا التعليقات. كلام المعلق في التلفزيون لم يكن مغريا أبدا..
لكن أمس وجدت نفسي في حي المحيط رفقة جماعة أخرى..أتفرج على مقابلة كنا نسميها في طفولتنا : الزرب.. الحائط ..
كنا نلعب في فرق الأحياء وكانت الخطة حينما يكون الخصم أقوى منا هي تقنية الزرب..السياج ..السد والجدار و تخسار اللعب ..خطة إلعب كي لا تلعب ثم تفوز..
المهم هي النتيجة.. لا تلعب كلما وصلت الكرة الى قدم يطوح بها في الآفاق بعيدا ..
و هكذا سيحتاج الفريق المهاجم الى كاسحة ألغام ليمر..
وكانت هناك خطة موازية لها هي : لا يمر سوى واحد يا اللاعب يا الكرة.. بجوج نووو..و هذا ما رأيناه مع بوفال..يجب ان يسقط قبل أن يتسلل الى مناطق الخطر..
لما سجل الفريق هدف التعادل وجدت نفسي أقفز من مكاني واعانق رشيد قنجع بالأحضان ومحمد منخار بتفاؤل يهمس لي و يشدني بحرارة: غادي يزيدو الثاني دابا أكيد.
بينما أختفى العربي العلوي الصحافي لم يقو على إخفاء خوفه على الفريق .
الفرحة لم تكتمل طبعا..السور كان منيعا..وأنتهت القصة الى ما انتهت إليه..وساد صمت كأنه على رؤوسنا الطير.
إكرعوا كؤوس “رمال” لتنسوا .
ملعونة هذا الكرة..نبحث فيها عن لحظات فرح فتزيدنا أحيانا غما وحزنا..
و كم سمعت من سب وتحقير وشتم وقذف: زياش بات قصار ..بوفال شطاح ماشي كواريري..فريق كيلي ميني..أولمبيك بوجنيبة أحسن منهم..لحماااار..؟ الحيوااان..البغل..الزامل..الحساس..
يلعن دين مو واش عمرو لعب كرة هذا ؟؟ الخراي..العيااان..قودوا..وهكذا يفتح قاموس من الكلام البديع ..
ملعونة هي الكرة..
زياش أكل من العصا أمس ما أكله الطبل يوم العيد؟
علاش لأنه أضاع ضربة جزاء.؟ نعم لكن تاريخ النجوم مع ضربات الجزاء يحفل بنفس المشهد : أحمد فرس في كأس إفريقيا و روبيرطو باجيو قلب هجوم إيطاليا في نهاية الكأس العالمية و باريزي أحد أعظم المدافعين وغيرهم كثيرون .. بزاف؟
متوالية البينالتي والنجم معروفة..لهذا قلت إن الضربة في تلك الظروف كان من الأجدى أن يتكلف بها لاعب آخر.
محمد عمور صديقي من قطر الصحافي اللامع والخبير في الرياضة قال لي رأيا آخر..
سأنسى هذا المباراة الملعونة..المنحوسة..
سأنام قرير العين هذا اليوم..
الحب لكم أيها الشبان. فيفا الموغريب.