حميد زيد كود ///
لقد قضى دونالد ترامب على الشيطان.
لقد قتله.
لقد وضع حدا لحياة هذا الشيطان الذي خلقه اليمين المتطرف.
والرجعيون الجدد.
في كل العالم.
وأطلقوا عليه اسم “Wokisme”.
هذا ما يقوله إريك زمور.
وهذا ما يردده أنصار الرئيس الأمريكي.
وهذا ما تكتبه المجلات وصحف ومواقع وقنوات اليمين المتطرف في فرنسا وفي أمريكا وفي إنجلترا.
هذه الكلمة التي اخترعوها اختراعا.
وصنعوا منها عدوا.
وخطرا محدقا بالمجتمعات.
هذه الكلمة التي صنعوا بها شيطانا للأزمنة الحديثة.
يحتفلون الآوان بنهايته.
بعد أن جاء ترامب
وخلص “البشرية” منه.
وووك.
وووك.
وووك.
ووكيزم.
ووكيزم.
ووكيزم.
على كل الألسنة.
وفي كل البرامج.
وفي الحملات.
وفي الكتب.
والأبحاث.
والدراسات.
وفي الخطاب اليميني المتطرف.
وفي الإيديولوجية العنصرية.
وفي معاداة الأجانب.
وفي رفض المهاجرين.
وفي جرس الإنذار.
وفي التحذير منه.
هذه الكلمة الذي ضخموها.
وجملوها.
وأذاعوها.
ونظروا لها.
وبشعوها.
وجعلوا منها بعبعا.
ووحشا.
كي يصنعوا منها عدوا يحاربونه.
وقد يكون هذا الشيطان موجودا.
لكنه قليل.
ولا تأثير له.
لكنهم جعلوه في كل مكان.
وحاربوه.
وواجهوا الووكيزم.
وفضحوا الشيطان.
وأردوه قتيلا.
وهو كامن في الحرية.
وفي الطالب الغربي في الجامعة.
وفي الكوفية الفلسطينية.
وفي الأسود.
وفي الخلاسي.
وفي الهجين.
وفي العامل.
وفي المساواة.
وفي العدالة.
وفي رفض الظلم.
وفي نصرة الفلسطيني.
وفي المرأة.
وفي الفيمنست.
وفي الأقليات.
كل الأقليات.
وما الذي كان يخطط له شيطان الووكيزم قبل أن يهزمه دونالد ترامب في موقعة 6 نونبر.
ويحبط مشروعه السياسي والثقافي.
إنه كان يسعى إلى تحويل جنس الأطفال.
وجعل الولد بنتا.
والبنت ولدا.
قبل أن يتدخل فحل الفحول ويوقفه عند حده.
وقد صنع اليمين المتطرف وإعلامه أفلاما كثيرة.
ووثائقيات.
تحذر البشرية من هذا الخطر القادم.
ومن حضور الشيطان القوي في كندا.
ومن مسخه للأطفال.
موظفا الأطباء.
والساسة.
والليبراليين.
وعلماء النفس.
دفاعا من المحافظين عن الرجل الأبيض الذي يكرهه شيطان الووك.
ويعمل على التخلص منه.
ودفاعا عن الأسرة.
ودفاعا عن الرب.
وعن الطبيعة التي خلقها.
إلا أنه ليس من مصلحة ترامب.
ولا المتعاطفين معه في كل العالم.
أن يتم القضاء نهائيا على الشيطان.
لأنهم في حاجة إليه كي يصلوا إلى السلطة.
ولذلك سوف يبالغون أكثر فأكثر من التحذير منه.
وسوف يتراجعون عن إعلان موته.
وسوف يحيونه من جديد.
كي يظل خطرا يهدد الناس ويثير الخوف في النفوس.
ولدى الآباء.
ومن غياب الصراع الطبقي التقليدي
وتراجع اليسار
واختفاء العمال
واختفاء العدو الشيوعي
خلق اليمين المحافظ والعنصري عدوا-وهما اسمه الووكيزم.
وخلق مخاوف جديدة
وخلق شيطانا
ورباه
ليحتفل بالتخلص منه.
مؤكدا بذلك على ذكاء اليمين المحافظ
الذي لا يقبل الفراغ
ولا يقبل أن لا يكون له عدو يواجهه
فصنع شيطانا
ومن أسمائه “ووك”.
لكنه لا يرى بالعين المجردة
وكل وجود له هو في الخطاب فقط
وفي الجرائد والمجلات
ومحطات التلفزيون
وعلى لسان المنتشين بفوز دونالد ترامب.