هي لطيفة الزيواني إحدى المشتشارات الآسفيات هناك بالبرلمان، الأخت أو الرفيقة الكاتبة الإقليمية لحزب الوردة الذابلة بآسفي وإحدى رواد الفايسبوك التي إكتشفته متأخرة على غرار كل نواب ومستشاري ومسؤولي هذه المدينة الذين أنهوا كل مهامهم وتفرغوا لمواقع التواصل الإجتماعي ليفرقوا عبرها التحايا وعبارات الإعجاب والتفاعل.
لطيفة إتجهت نحو مداشر تنغير بالضبط دوار “حارة لامين” لتلقين ساكنة المنطقة دروساً نظرية وتطبيقية حول كيفية استعمال واستخدام بعض الأفران الغازية الخاصة بصناعة الخزف كما أظهرت الصور التي غزت بها موقع الفايسبوك، لكن هذه اللطيفة لم تظهر بلطفاتها المُسماة بها، فالصور التي تلت الرحلة كانت كفيلة بإسقاط لطافتها ووداعتها، فأن ترسم بسمة على وجوهٍ أكلها الجوع والبؤس فذاك شيئ حميد، لكن أن ترسم صورة جميلة لها بما صنعت وبرياء بارز فتلك قمة الوضاعة.
لطيفة التي ظهرت داخل شبه “كهف” رفقة أم وطفلة تفنن البؤس والقهر والجوع في خربشة ملامحمها وتشويهها، لطيفة قدمت شيئاً من الطعام لهما نعم لقد وهبتهما علبة يوغرث “دانون” وقطع خبز فرنسي “باريزيان” نعم لقد كانت كريمة لئيمة وهي تجالس هتين الأنثتين المتجردتين من كل الحقوق ووحدها التسامي والأسماء من بقيتا لهما، لطيفة قدمت هدية لهته الطفلة لكن ما همّها من ما أقدمت عليه هو رسم إبتسامة تليق بمقامها كسيدة مجتمع رفيعة المستوى، سيدة أنيقة رقيقة بشوشة حتى وهي في حضرة الموت، نعم فالجسدين الذينِ بانت إلى جانبهما في صورها قد سكنهما شبح الموت البطيئ منذ زمن بعد أن نخر النسيان والخوف والعطش بدنيهما وأبدان كل مغاربة الجبال ومن هم خلف تلك الجبال، لطيفة الزيواني كلمت تلك الأنثتين واقفة بقربهم وجالستهما قُرفصاء لكن ليس كما افترشتا الأرض مقعداً ومسكناً.
لطيفة إقتربت بحذر وجلست قريبة بعيدة من الإثنين لأجل صور تذكارية ترصع ألبوم ذكرياتها ورحلاتها الشخصية وتزكي بها عملها ونضالها وممارستها للسياسة على حد فهمهما لها، نعم لقد أهدت لطيفة تلك الصغيرة علبة يوغرث وحرصت على أن لا تفوتها هذه اللحظة التاريخية دون أن توثق أو تأرخ وكان لها ما ابتغت، خمس صور هي حصيلة هذا العمل النبيل، خمس صور أظهرت عدم إكتراثها لا ببؤس الأم ولا ببراءة الصغيرة ولا بجوعهما ولا كسائهما و”الدرابيل” المغلفتين بهما، خمس صور أظهرت مدى حرصها على الظهور بنوع من الرقة والعطف والحنان الآني المصطنع، ولعل إنتباهها وتركيزهر فقط مع من كان يلتقط تلك الصور كفيل بالإجابة.
لطيفة زارت تنغير وعلمت الإنسان الحجري هناك كيفية تشغيل وإطفاء أفران الخزف الغازية، وانتجعت بجمال المنطقة الساحر ثم أنهت الرحلة بصور تذكارية رفقة ثمثالين لأنثتين تحجرتا جوعاً واضطهاداً.