كود كازا//

لحسن الداودي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي عين مكان سليمان العمراني مديرا لشركة “عدالة ميديا” التي تشرف على الموقع الإلكتروني للحزب، اجتمع البارح مع الصحافيين والأجراء العاملين بها وأخبرهم بأن قيادة الحزب اتخذت قرارا بتسريحهم جميعا بسبب ظروف مالية صعبة.

لكن اللي زاد صدم هاد الصحافيين اللي أغلبهم قضى أكثر من عشر سنين في خدمة الحزب، هو أن الإسلاميين لي خسروا الانتخابات ما قادرينش يعطيو للناس حقوقهم كاملة الناتجة عن قرار فسخ عقودهم. وكشف مصدر “كود” أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اقترحت على الموظفين المعنيين أقل من ثلث مستحقاتهم، موضحا أنهم قالوا لهم بأن هذا ماشي طرد تعسفي وإنما تسريح لظروف اقتصادية، لذلك فقد اقترحوا عليهم منحهم التعويض عن الفصل (حوالي الثلث من التعويض الإجمالي المستحق) وعدم إعطائهم التعويض عن الضرر (يساوي تقريبا الثلثين من التعويض الإجمالي المستحق). غير أن كلام قادة الحزب مع الأجراء متناقض. فمن جهة كيقولو ليهم غنعطيوكم حقوقكم كاملة وزيادة، وعمليا حيدو ليهم التعويضات عن الضرر لي هي أهم ما في المستحقات ديالهم. والغريب أن الحزب ديال الإسلاميين باغي ياكل الناس فحقوقهم وباغي يقنعهم بأن هاد الشي لي عندهم بلا ما يدير حتى المساطر القانونية لي كتأكد مزاعمه الفارغة.

الأمانة العامة للبيجيدي لي قدمات استقالتها، وبقات كتدير غير تصريف الأعمال حتى للمؤتمر الاستثنائي للحزب فأكتوبر المقبل، ما بغاتش تخلي هاد الملف حتى تنتاخب قيادة جديدة وقررات تتخلص من ميزانية الإعلام اللي كان ديما كيعتابرها أمين مال الحزب عبد القادر عمارة، اللي كيعرف غير المال وما عندوش مع الإعلام، مصاريف كثيرة وبدون فائدة، ولكن بنكيران كان كيرفض هاد الكلام وكيوقفو عند حدو.. وملي جات هاد الفرصة فزمن بنعرفة اللي اندحر فولايتو الحزب تم استغلالها لتصفية الإعلام بشكل نهائي وتشريد العاملين فيه قبل ما يدوزو لجيش الموظفين لي مفرق على مقرات الحزب بجهات المملكة.

أحد الصحافيين في حديث لـ”كود” استغرب كيف انهارت مالية المصباح بهذه السرعة مباشرة بعد هزيمته في انتخابات 8 شتنبر، الشيء الذي دفع الأمانة العامة إلى إلقاء هؤلاء الصحافيين من سفينة الحزب وكأنهم حمولة زائدة، متسائلا: هل كان البيجيدي قائما فقط بالانتخابات؟ ألا يملك هذا الحزب لي كيبني مقر بـ4 المليار ما يسدد به حقوق العمال اللي ضحاو معاه أيام الحكومة 140 برلماني؟ وهل جزاء هؤلاء الذين ضحوا مع الحزب في سنوات الرخاء هو أن يرمى بهم إلى المصير المجهول في أول لحظة شدة ودون حتى أن ينالوا حقوقهم القانونية فقط لا غير؟