وكالات//

تعين القيادي في حزب الله نعيم قاسم أمينا عاما للتنظيم الشيعي خلفا لحسن نصر الله الذي قتل في غارة إسرائية. وأورد الحزب في بيان: “عملا بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينا عامّا لحزب الله”.

وقال مصدر مقرب من الحزب، إن انتخابه جرى قبل يومين وتم الإعلان عنه الثلاثاء. وبحسب المصدر، سيشغل قاسم منصب الأمين العام للحزب حتى انتهاء الحرب، على أن يتم انتخاب مجلس شورى جديد يتولى انتخاب الأمين العام.

ويأتي انتخاب قاسم بعد اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين الذي كان يعتبر المرشح الأبرز لخلافة نصر الله.

وفي 23 أكتوبر، نعى الحزب صفي الدين مؤكدا أنه قضى كما سلفه، إضافة إلى عدد من “إخوانه المجاهدين”، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع الشهر ذاته.

على غرار صفي الدين، كان قاسم عضوا في مجلس الشورى التابع لحزب الله، الأمر الذي خوّله تبوّء منصب الأمين العام.

ويضم مجلس الشورى في الوقت الحالي خمسة أعضاء، بعدما كانوا سبعة، اغتيل منهم نصر الله وصفي الدين.

شخصية مخضرمة

ولد نعيم قاسم عام 1953 في منطقة البسطة التحتا في بيروت وتعود أصول عائلته إلى كفرفيلا، في جنوب لبنان ذي الأغلبية الشيعية. وهو متزوج ولديه ستة أطفال.

وظهر قاسم، 71عاما، في ثلاثة خطابات متلفزة منذ مقتل حسن نصر الله، آخرها في 15 أكتوبر الماضي.

وأكد حينها أن “الحل هو بوقف إطلاق النار”، لكنه شدد على أن الحزب ماض في معركته، وأن إسرائيل “ستهزم”.

وهو شخصية مخضرمة في حزب الله شغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991. وكان أحد مؤسسيه في العام 1982.

بدأ نشاطه السياسي في حركة أمل الشيعية اللبنانية، التي تأسست عام 1974. وترك أمل عام 1979، في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية، التي شكلت الفكر السياسي للعديد من الناشطين الشيعة اللبنانيين الشباب. وشارك في الاجتماعات التي أدت إلى تشكيل حزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1982.

وبعيدا عن الملفات العسكرية، تولى قاسم مهام إدارة الملف الحكومي في لبنان من خلال متابعة عمل الوزراء والنواب، إضافة إلى ملفي البلديات والنقابات اللذين يشكلان عصب حزب الله في المؤسسات الرسمية.

وكان منسقا عاما لحملات حزب الله الانتخابية البرلمانية منذ خاضتها الجماعة لأول مرة في عام 1992.

وظل لفترة طويلة أحد المتحدثين البارزين باسم حزب الله، وأجرى العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية. عندما احتدمت أعمال القتال عبر الحدود مع إسرائيل خلال الحرب في غزة، قال لقناة الجزيرة في يونيو إن قرار حزب الله هو عدم توسيع نطاق الحرب، ولكنه سيخوضها إذا فرضت عليه.

ورحبت حركة حماس الفلسطينية الثلاثاء بانتخاب قاسم. وقالت في بيان تهنئة “نعتبر هذا الانتخاب دليل تعافي الحزب من الاستهدافات التي تعرضت لها الهيئات القيادية، ونؤكد وقوفنا إلى جانب القيادة الجديدة للحزب”.