حميد زيد – كود//
عليك أن تتأمل دونالد ترامب وتصمت.
عليك ان تسلم بفوزه.
عليك أن لا تحتج. ولا تتأسف.
عليك أن تكف عن محاولة فهم الرئيس الأمريكي.
عليك أن تتوقف عن شرح هذه الظاهرة. لأنها غير قابلة لأي شرح.
عليك أن لا تحللها.
عليك أن لا تستمع لأي شخص يتحدث عن ترامب من منطلق العارف.
عليك أن لا تقرأ أي مقال. ولا أي كتاب. ولا أي رأي.
فلا المعرفة تنفع في حالته.
ولا المعلومة.
ولا الجامعات. ولا الدروس. ولا الخبرة. ولا الفلسفة. ولا شيء ينفع.
فقد جاء دونالد ترامب ليكذب كل الكتب. وكل النظريات. وكل الآراء. وكل العلوم الإنسانية.
وكل علم السياسة.
جاء ضد كل الصحف الرصينة.
وضد كل المؤسسات.
وضد كل الأساتذة. و ضد كل تحليل. وضد كل محاولة للفهم.
جاء ضد النخبة.
جاء من عالم آخذ في التشكل.
إن لم يكن قد تشكل بالكامل وصار هو العالم الوحيد الموجود.
والذي سيمنحنا ترامبات في كل مكان.
جاء ضد المتوقع.
جاء دونالد ترامب ليكرس نهاية تأثير الإعلام التقليدي كما كنا نتحدث عنه في الماضي.
جاء بتأثير جديد ومختلف.
جاء على ظهر شاحنة قمامة.
جاء ب”مساعدة” من الرب.
جاء بدعم من هالك هوغان البطل في المصارعة.
وبأصحاب الشوارب المعقوفة.
جاء بعد أن اشترى له إيلون ماسك تويتر. وجعل له أسما جديدا. وأهداه له. ليقول فيه ما يشاء.
جاء بتصويت من النساء. ومن السود. ومن العرب. ومن المهاجرين. ومن البورتوريكيين. ومن كل من يشكل خطرا عليهم.
فلا يحاول أحدكم أن يشرح لنا هذا الرجل.
وقد جرب ذلك كل المختصين.
وكل الخبراء.
وكلهم فشلوا.
ولا أحد منهم توفق في ذلك.
فقد جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد التحليل.
وبعد الأحزاب.
وبعد القطبية.
وبعد نهاية الفهم.
جاء ليكذب كل ما كان يقال قبل التصويت.
جاء ليكذب صوت المرأة الحاسم قبل أن نكتشف أنها رجل هي الأخرى.
وتصوت له في النهاية.
جاء ليكذب تأثير نجوم الغناء والسينما والشاو.
جاء ليكذب وجود أي دور للشباب في حسم المعركة وليؤكد أنهم شيوخ.
جاء بناخبين من عالم لا يراه المثقف.
ولا يراه الصحفي.
ولا تراه سي إن إن. والنيويورك تايمز.
جاء في عصر صانع المحتوى. واليوتوبر. والمؤثر.
جاء في عصر الشتم والسب.
جاء في عصر العنصرية فيه مجرد رأي.
جاء في عصر الغلبة فيه لمن يصرخ أكثر من غيره.
ولمن يكذب.
ولمن يعمم.
جاء في عصر لم تعد فيه الجرائد والمجلات والأقلام تلعب أي دور.
والوحيد الذي استطاع أن يفهم ظاهرة ترامب في المغرب.
و الوحيد الذي تنبأ بصعوده
وحلله
وفهمه
وشرحه
وذهب إليه
وعول عليه
وتحالف معه
والتقط صورة إلى جانبه.
هو الزعيم الاستقلالي الكبير حميد شباط
لكننا تخلينا عنه
وهمشناه
وتخلصنا منه للأسف
كما نتخلص دائما من كل شخص يملك رؤية للمستقبل
ولما سيكون عليه العالم.