حميد زيد – كود///

الناخب المغربي لا يعاقب أي حزب.

الناخب المغربي بعيد كل البعد عن منطق العقاب هذا.

فلا تظنوا به السوء.

ولا تحاولا أن تبنوا عليه أي تحليل أو استنتاج.

الناخب المغربي أيضا لا يكافىء أي حزب.

الناخب لا يشتغل بالمجان.

الناخب المغربي مشكوك في أمره.

الناخب المغرب يستحيل البناء عليه.

ولا الثقة فيه.

ولا التعويل عليه.

الناخب المغربي لا يمكن الاعتماد عليه في أي تحليل.

الناخب المغربي ليس رقما كي نحسبه.

الناخب المغربي لا يخضع للدراسات.

ومن يستخلص الدروس من نتائج الانتخابات في دائرة المحيط فهو يجهل من هو هذا الناخب المغربي.

أو يتغاضى.

أو يبالغ في تأويل الناخب المغربي.

ويعقده.

بينما هو واضح ويعرف ماذا يريد.

و الذين ذهبوا للتصويت في الرباط وصوتوا للتجمع الوطني للأحرار. فإنهم فعلوا ذلك مرتين.

ومرة باسم الأحرار.

ومرة باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وجل الذين صوتوا للتجمع الوطني للأحرار. بمرشحيه. فهم لم يصوتوا للتجمع الوطني للأحرار.

بل لاسمين. ترشحا باسم هذا الحزب الذي يرأس الحكومة.

و لسعد بنمبارك. و لسعيد التونارتي.

ولهما فقط.

وبدافع حقيقي.

جعل هذه القلة التي صوتت. تمارس هذه العملية. غير المقتنعة بها. لولا الضمانات المقدمة لها.

وهي التي جعلتها تتحمل عناء الخروج . وتذهب إلى صناديق الاقتراع. من أجل هذين الشخصين. وليس لشيء آخر.

وليس لتعاقب أي حزب.

وليس لتحتج.

فما يميز الديمقراطية المغربية أن الناخب فيها لا يكافىء. ولا يعاقب. ولا يحتج. ولا يغضب. ولا يفرح.

ولذلك تعاني فيها أحزاب مثل فيدرالية اليسار. والعدالة والتنمية.

و رغم بنكيران بكل ثقله. وبكل أسلحته الفتاكة. والمحرمة.

ورغم خطاب اليسار.

و رغم الدين. ورغم النزاهة. و رغم الانحياز للمواطن. فقد انهزمت هذه الأحزاب. أمام الأسماء.

وأمام العائلات الانتخابية.

وانهزمت السياسة أمام الكائنات الانتخابية.

و قد حدث هذا في العاصمة الرباط. التي توجد بها طبقة متوسطة. ومتعلمة. وتقاليد سياسية راسخة.

وفي النهاية لم يصوت أحد تصويتا سياسيا.

ولم يفز أي حزب.

ولم يستجب إلا أولئك الذين أغراهم سعد بنمبارك. و سعيد التونارتي.ووالده.

وهذا النوع من الناخبين لا يمكن ضبطه. ولا تصنيفه. ولا دراسته. ولا تحليله. ولا البناء عليه. فحتى لو ترشح سعد بنمبارك باسم النهج. فإنه لن يتردد هذا الناخب. وسيصوت للنهج.

وحتى لو ترشح سعيد التونارتي باسم العدالة والتنمية. فإن هذا الناخب سيصوت للعدالة والتنمية. دون أي حاجة لمهرجان خطابي يحضر فيه عبد الإله بنكيران.

وقديما كان يقال إن الناخب المغربي عاقب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وعاقب بعد ذلك العدالة والتنمية.

لكن من يصدق الناخب المغربي. ومن يثق فيه.

و من يصدق هذا الخطاب الذي هو في حقيقته موجه. ومنحاز. وغير بريء.

لأن الناخب المغربي بطبيعته. وبما تعرض له خلال عقود. صار لا يعاقب.

ولا يكافىء أحدا.

بل غايته الأولى أن ينجح بدوره في الانتخابات. ويستفيد منها. ويربح.

كما أنه يعتبرها استحقاقا له.

أما ذلك الناخب المنتمي إلى حزب.

أما ذلك الناخب الذي له قناعة سياسية.

ويؤمن بمشروع سياسي. فقد انسحب منذ فترة طويلة. ولم يعد يعاقب أحدا.

ولم يعد معنيا.

ورغم أنه مسجل. فهو عازف. ولا أوهام له.

و قد خلت منه المدن الكبيرة

وخلت منه الأحزاب

ولم يعد يظهر إلا في المناطق البعيدة

التي لا يوجد فيها مال

ولا مداخيل كبيرة

وهو الذي ظهر هذه المرة في فكيك

ومنح كل المقاعد لفيدرالية اليسار.

لكنه بدوره لا يمكن استخلاص أي درس منه

لأنه بعيد

كما لا يمكن البناء على واحة اسمها فكيك.

لها عاداتها. وتقاليدها.

ولها قضية توحد صفوفها

ولها نساؤها

ولها أمهات متشحات بالبياض

وأولاد

ورجال

صوتوا جميعا للعائلة. ولماء فكيك. الذي يقتسمونه في بينهم. منذ مئات السنين.