حميد زيد – كود//

يجب أن نحذر من هؤلاء الأولاد. والبنات. الذين. واللواتي. أخفوا علينا كل هذه المدة ذوقهم الأدبي. وكاتبهم المفضل.

إنهم غامضون. و متكتمون. ولا نعرف ما الذي يخططون له. ومن يحركهم. ومن يقف خلفهم.

كما أنهم يشتغلون لوحدهم. وبمعزل عنا. و نواياهم الحقيقية غير واضحة.

وقد ثبت بالدليل أنهم ضدنا.

وما دام لهم كاتبهم المفضل الذي يجهله الجميع. فمن المؤكد أن لهم حكومتهم المفضلة. والمجهولة هي الأخرى.

وهم الآن يساندونها خفية.

ولهم حزبهم المفضل. و سياسيوهم المفضلون. و مغربهم المفضل. غير هذا المغرب المعروف.

وقد تكون لهم عقيدتهم المجهولة.

و مفكرهم المجهول.

وواقعهم الذي لا نعرف عنه أي شيء. وأحلامهم التي لا تخطر على بال أحد.

ولا شك أن لهم قضايا لا نعرف عنها أي شي. وانشغالات. وبرامج. وحياة. غير هذه الحياة المعروفة.

فهم يعيشون بين ظهرانينا. ونحن من ننفق عليهم. ونربيهم.

ونحن من أخرجهم إلى هذه الحياة.

لكن يبدو أن “أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليسوا منكم..”.

إنهم معنا. وليسوا معنا.

ويأكلون ما نأكل. بنية أن يشتد عودهم. كي يتخلصوا منا بعد ذلك. ومن عاداتنا. وتقاليدنا. وأدبنا. وثقافتنا. ومن كل ما نمثله.

وقد كنا إلى غاية نهاية الأسبوع الماضي نظن أننا نفس الشعب.

وأننا نعيش نفس المشهد السياسي والثقافي. وأن لا فرق بيننا. وأننا أسرة واحدة. لكن كل هذا تبخر. وزال.بعد أن اكتشفنا خيانة النشء الصاعد.

الذي لا يقرأ ما نقرأ.

و يتظاهر بأنه معنا في نفس الشقة. وفي نفس البلد. بينما هو في عالم آخر. ويعيش في الفنتازيا.

و جديده ليس جديدنا.

وأدبه ليس أدبنا. ومغربه ليس مغربنا.

وجيل يفعل ما يفعل في السر. ويقرأ خلال كل هذه المدة كاتبا يجهله كل الكبار. وكل المتتبعين. هو جيل علينا أن نتوخى الحذر منه.

جيل عدو.

جيل يجب أن نضعه تحت المراقبة.

فقد ينقلب علينا في أي لحظة. ويفرض علينا ذوقه. و يفرض علينا عربية أسامة المسلم. الذي لا تهمه اللغة. ولا يحرص عليها. ويشبه كثيرا في أسلوبه موقع كود. فهما معا يعولان على القارىء. ليصلح أخطاءها. وليكمل النقص الحاصل في القصة. والخبر.

في أدب وصحافة تفاعليين. وكل طرف يكمل الآخر. حيث يضع الكاتب قارئه في قلب قصته. ويشركه في تأليفها. كما يشرك الصحافي في كود قارئه في صناعة الخبر. والعنوان.

ولا تهم سوى القصة الخام.

ولا يهم سوى الخبر الخام.

والقارىء حر في التصرف. وفي تأويل النص. حسب هواه. وخياله. و ميولاته.

وربما نحن أمام صورة أولية لما سيكون عليه المستقبل.

بينما كل هذا يقع والأجهزة الأمنية نائمة.

وهي التي تسمع دبيب النمل. غاب عنها أمر الكاتب السعودي. وغاب عنها ما يخطط له الصغار المغاربة. وماذا يدور في رؤوسهم. وماذا يقرؤون.

و هم الذين سيكبرون غدا. والحال أننا نجهل كل شيء عنهم. و لا نتوقع ما الذي يخططون له. وما هي الحكومة التي سيأتون بها. ولا تعرفها الدولة.

والأدهى أن المسؤولين مطمئنون. وفي راحة تامة.

ويعتبرون ما يحدث مجرد ثقافة. لا تستدعي هذا الخوف. وهذا التهويل.

وبدل أن يتدخل عبد الوافي لفتيت. ويقوم بمرافقة الفنان محمد رمضان.

تركوا الأمر لمهدي بنسعيد.

في انتظار

أن يخرج وحش مجهول من الكتب

ومن المعرض

وخلفه جيشه من الأولاد والبنات

هاتفين باسمه

ليلتهم كل من يجده في طريقه.

غير مميز بين المتألق. وبين الماتع. وبين من أصدر أعماله الكاملة. ومن له مجرد باكورة.

ومن جاء فقط بدافع الفضول.