حميد زيد – كود//
مها يكن من أمر فإن مهدي بنسعيد وزير الشباب الثقافة يبقى شابا.
وعوده لا يزال طريا.
لذلك لا يجب الضغط عليه كثيرا.
ولا يجب تحميله كل هذه المسؤوليات.
كي لا ينكسر.
وكي يكبر مثل كل الشباب الذين في مثل سنه.
وكي يتدرج.
وكي يصعد خطوة خطوة.
فهو الآن في القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة.
وله مصنع سيارات.
وله فريق لا ينهزم.
و له ألعاب الفيديو.
وله عصا سحرية يبني بها قاعات السينما رغم أنها لا تظهر بالعين المجردة للناس.
وله كل ما يشاء.
ومرشح لأن يحصل على كل المناصب المتوقعة.
وله كل المستقبل
ومرشح أن يتوسع. وأن يبيع السيارات ويربح في الكرة وفي السياسة وفي الألعاب.
وله كل ما يشاء.
ولذلك يجب الرفق بهذا الشاب الطموح.
يجب أن لا نحمله أكثر من طاقته.
يجب أن نتركه يكبر بشكل طبيعي.
ونجعله يقع وينهض.
ويخسر كي يربح بعد ذلك.
يجب أن لا نمنحه كل ما يريد.
يجب أن لا نفسد تربيته.
يجب أن يعرف أن الحصول على كسرة الخبز وعلى المناصب وعلى الشركات وفرق الكرة ليس بهذه السهولة.
فمنذ أن برز اسمه في الساحة.
و هو يصنع السيارات. ويستثمر. ويلعب. ويتألق في البام.
ويقدم الدروس لمن هم أكبر منه سنا وتجربة.
ورغم أنه وسطي كما يقول.
لكنه يصعد بشكل متطرف. وغير طبيعي.
وكل العبء عليه وحده.
مع أن المغرب لا يخلو من طاقات شابة.
لكننا نضغط على مهدي بنسعيد وحده.
و نعذبه بالمسؤوليات.
ونطلب منه أن يكبر قبل الأوان.
وندفعه دفعا.
و نرغمه على أن يصبح رجل سياسة. ورجل أعمال. ورجلا مصنِّعا. ورئيس لناد.
وهذا كثير ومضن.
وهذا لا يتحمله حتى الكبار. والمجربون. وذوو الحنكة. والذي خاضوا كل التجارب. والذين عركتهم الحياة.
فما بالك بشاب في مقتبل العمر. حقق كل شيء وهو لا يزال غضا.
دون أن نترك له أي طموح يسعى إليه في المستقبل.
موقفين نموه.
متدخلين في تطوره الطبيعي.
قافزين على مراحله العمرية.
صانعين منه قائداً في سن مبكرة.
والحال أنه ليس في صالحه أن يكبر بهذه السرعة.
لأنه سيقفز على مراحل كثيرة من حياته.
ولن يرى التعب. ولن يرى الفشل. ولن يرى شبابه.
ولن يرى أحلامه.
ولن يرى الخيبة.
ولن يرى الصراع. ولا المعارك. ولا المنافسة. ولن يرى القطاع الشبابي.
ولما سيكبر في السن فإنه سيتأثر كثيرا.
وسيعاني.
ولن يعرف ماهي المعاناة.
وما هو الجهد.
و ما هو الصعود. وما هو السقوط.
وقد كان بإمكاننا أن نساعد مهدي بنسعيد.
كان بإمكاننا أن لا نتدخل في تكوينه.
ولا نصنع له حزبا.
كان بإمكاننا أن لا نثقل كاهله بالشركات والأندية والمهام.
وأن نوزعها على شباب آخرين.
وأن نجعلهم يتنافسون في ما بينهم
ويعولون على أنفسهم.
لكننا استهدفنا شابا واحدا. دون كل المغاربة. فارضين عليه النجاح. فارشين طريقه بالورود.
مجربين فيه نموذجا للسياسي الذي نريده.
جاعلين منه مُصنِّعا قبل الأوان
وزعيما سياسيا قبل أن ينضج.
وهذا ليس جيدا
وليس في مصلحة وزير الشباب والثقافة
وهذا يجعل أقرانه ينظرون إليه بعين الريبة
و يظن بعضهم عن خطأ
أن الأمور تحصل بهذه البساطة
وأنه من الممكن للواحد
هكذا
أن يولد كبيرا.
فيجرب أن يقلد مهدي بنسعيد
فيقع
وينكسر
ويتحطم بالكامل دون أن يقوى مرة ثانية على النهوض.