حميد زيد – كود//
تتحدث آمنة ماء العينين عن كل شيء.
تتحدث في كل القضايا.
ومع أنها تبدو بعيدة عن المحافظة. وعن الخطاب الأخلاقي المتشدد لحزبها. وعن موقف أمينه العام عبد الإله بنكيران من قضية المساواة بين المرأة والرجل.
ومن قضية حرية المرأة.
ومن الإجهاض في المغرب.
ومن زواج القاصرات.
فلا كلمة من آمنة ماء العينين عن هذه القضايا الخلافية.
ولا موقف لها.
ولا اعتراض من طرفها. ولا أخذ مسافة.
ولا أحد منا يعرف هل تتقاسم نفس الرأي مع أمينها العام.
أم هي ضده.
وهل نحن أمام آمنة ماء العينين في نسختها الأولى أم أمام آمنة مزيدة ومنقحة.
وليست وحدها.
ليست وحدها من تلتزم الصمت.
و”تذعن”.
ولا تبدي أي تحفظ على موقف القياديين الذكور في الحزب.
فلا موقف لنساء العدالة والتنمية من هذه المحاولات التي يقوم بها بنكيران لاسترجاع خطاب الحزب القديم.
ما يعني أنهن موافقات.
وأنهن بدورهن على قناعة تامة بوجود “مساع لتفكيك بنية الدولة والمجتمع” كما قال إدريس الأزمي. رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية.
وأن من يطالب بالمساواة بين المرأة والرجل هو مسخر من الشيطان.
و ما يعني أن المرأة في العدالة والتنمية مازالت ضد المرأة.
وضد استقلالها.
وضد حريتها.
وضد أن تكون مساوية للرجل.
إذ يظهر أن انفتاح حزب العدالة والتنمية قد توقف بمجرد خروجه من الحكومة.
و مباشرة بعد الهزيمة المدوية التي تلقاها في الانتخابات.
وإما أن نستمر في السلطة وإما أن نتشدد. ونعود إلى أصولنا الأولى. وإلى بدايتنا.
وإلى رجعتينا المعهودة.
وإلى وقوفنا في وجه أي إصلاح يهم نصف المجتمع.
وإلى الاستثمار من جديد في الخطاب الذي وضعناه جانبا لمدة عشر سنوات.
ورغم الجرأة التي تبديها آمنة ماء العينين في الكثير من القضايا.
ورغم الوضوح في الموقف في كل ما يهم الآخرين.
فإنها متراجعة في كل ما يتعلق بحزبها وبعدائه لأي إصلاح يخص المرأة.
ومختفية. ولا أثر لها.
وراضية بأن يتحدث الأمين العام باسمها في قضية بمثل هذه الأهمية.
وبمثل هذه الخطورة.
وتتعلق بالمرأة المغربية. وبحياتها. وبحريتها. وبحقوقها.
مصطفة خلف موقف العدالة والتنمية الرسمي.
الموقف المحافظ.
الموقف المعادي لأي إصلاح.
دون أن نسمع أي صوت لها. أو لغيرها من النساء في هذا الحزب.
كأي امرأة ترى أن الرجل هو الذي من حقه أن يتكلم.
بينما المرأة لا رأي لها في أي شيء.
المرأة تظل امرأة.
قانعة بوجودها في حزب ينفتح حين يكون في السلطة.
ويتطرف حين يعود إلى المعارضة.
وكذلك نساؤه.
اللواتي يصبحن حداثيات وديموقراطيات حين يكون الحزب في الحكومة.
لكنهن
يتحولن إلى مستكينات. وخاضعات. لا رأي لهن حين يفقد الحزب مقاعده. وشعبيته.
وقد يقول قائل:
أين ستذهب آمنة ماء العينين
أين ستذهب امرأة في مثل وضعها
فعلى الأقل لها حزب هو العدالة والتنمية
وأمين عام يحميها
وموقع
حقا
لا مكان يمكن أن تذهب إليه آمنة ماء العينيين
لا مكان يمكن أن تذهب إليه نساء العدالة والتنمية
ولذلك يفضلن الصمت
والتضحية
والانسحاب
على أن يتخلى عنهن الأمين العام.
ويعتبرهن
مع الشيطان
ومع من يسعى “لتفكيك بنية الدولة والمجتمع”.