حميد زيد//
يقود موقع “كود” منذ أيام حملة ممنهجة وشرسة ضد اللحم البرازيلي.
وينجز صحافيوه استطلاعات رأي تهاجمه.
وكم من جزار في مدينة سلا.
وفي سيدي رحال.
وحد السوالم.
منحه موقع “كود” الميكرو.
لينال من هذا اللحم.
وليقلل من شأنه.
ولينفر المغاربة منه.
هكذا.
ودون سبب مقنع.
وحتى قبل أن يجرّبه.
ويأكله الجزار.
أو يبيعه لزبونه.
فإنه يتبنى موقفا سلبيا منه.
وينعت لحمه بالباسل.
وبالخالي من الدسم.
وبالشارف.
والقاصح.
فهل يرضى موقع “كود” أن يصف جزار غريب لحمنا المغربي بالباسل.
هل يرضى المغربي أن يقلل الآخر من لحمنا المغربي.
ويسيء إليه.
ويؤثر سلبا على عملية بيعه في الخارج.
هل يرضى أن يصبح لحمنا رخيصا.
هل يرضى أن يحرض عليه جزار من بلاد بعيدة.
ويشتمه.
ولا يتعامل معه كما يتعامل مع لحمه المحلي.
إذ يسود اعتقاد بين المغاربة أننا الأفضل في كل شيء.
وأن لا لحم مثل لحمنا.
بينما ليس من قيم وأخلاق المغربي أن ينعت لحما غريبا بالباسل ويجزم بأنه خال من الدسم.
ورغم توجه موقع “كود” الحداثي.
والتقدمي.
والديمقراطي.
والعلماني.
فإنه صار في الآونة الأخيرة يتبنى توجها قوميا موريا متطرفا.
ويفضل “الصردية المغربية” على أي سردية أخرى.
كما أصبح يتبنى خطا تحريريا موريا.
يمجد الأصل.
ويبحث عن هوية نقية خالية من الشوائب.
ويبحث عنها في الماضي.
وعندما ينجز صحافيو “كود” الروبورتاجات.
فإنهم لا يمنحون الكلمة سوى للجزارين الموريين.
الذين يتقاسمون معهم نفس النظرة إلى اللحم.
حيث لا لحم إلا اللحم المغربي.
ولا لذة إلا اللذة المغربية.
ولا شحمة إلا الشحمة المغربية.
ولا هبيلة.
إلا الهبيلة المغربية.
ولا طبخ إلا الطبخ المغربي.
بينما الآخر.
أي آخر.
فهو باسل.
هكذا يصف الجزار الموري.
حليف “كود”.
ومتتبع موقعه.
لحما جاء لينقذنا من غلاء ثمن لحمنا الوطني.
ولا أعرف ما هو موقف السفارة البرازيلية التي لم تتحرك لحد الساعة.
ولم تتدخل لوضع حد لهذا الهجوم على لحمها الوطني.
الذي يتعرض لهجمة شرسة.
وغير مبررة.
من عنصريين مور.
ولم تدافع عنه.
وقبل أن يطبخه الموريون.
وقبل أن يبيعوه.
فإنهم يتبنون نظرة تحقيرية تجاهه.
ويقصونه.
ولا يمنحونه فرصة لإثبات مدى جودته.
والحال أن هذا اللحم البرازيلي هو نفسه اللحم الذي كان يأكله الكاتب الكبير جورجي أمادو.
وهو نفسه الذي كتب به باولو كويلو روايته الخيميائي.
التي التهمها العالم.
كما لم يلتهم رواية من قبل.
وهو نفس اللحم الذي منحنا لاعبين مثل بيلي.
وسقراطيس.
وزيكو.
وروماريو.
ومنح بطولتنا الوطنية نجم الوداد آرثور.
وهو اللحم نفسه الذي تأكله البرازيليات ويمنحهن الرشاقة والحماس اللازم ليشاركن في كرنفال ري دي جانيرو.
مسيلات لعاب الموري.
دون أن ننسى أن اللحم البرازيلي يعتبر رقما صعبا في مجموعة البريكس.
وفي “الجنوب الشامل”.
ومن خلاله ستضمن دول كثيرة أمنها الغذائي.
ولذلك.
فإنه من غير المقبول.
هكذا.
وبخفة.
أن نصفه بالباسل.
ونحتقره
ونتعامل معه بعنصرية.
بين الموري المغلوب على أمره بعيد كل البعد عن هذه الإيديولوجيات الجديدة.
وعن هذا التمييز.
ولا يميز بين لحم ولحم.
وكل ما يرغب فيه هو أن يشتريه بثمن مناسب.
وأن يعود به إلى مطبخه
كما كان الحال في السابق قبل أن تتفشى الظاهرة المورية.
وترتفع الأسعار
ويصبح المغرب دولة متقدمة
تعاني من تراجع معدل الخصوبة
ومن مشاكل دول الشمال.