حميد زيد كود /////

أتخيل كل شيء إلا أن يكون مصطفى الرميد صريحا إلى هذا الحد.

وأن يقول إن بنكيران انتهى. وانتهت مرحلته.

وتبدو صراحته مفزعة. وقاتلة. ورهيبة. بالنسبة إلى أي شخص ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية.

وقد يقولها أي محلل.

وقد يقولها أي خصم.

لكن أن تأتي على لسان مصطفى الرميد. فهذا أمر لا يصدق.

ويفوق الواقعية السياسية. ويفوق البرغماتية. ويجعل كل التهم تحوم حوله.

وبخفة غير مسبوقة. ودون أن يرف له جفن. يقولها:

انتهى بنكيران.

انتهت مرحلته. وهذه مرحلة أخرى.

ما حدث لا يزال يفعل فعله في النفوس. ومازال طريا. ومازال يغلي. ومازال المعنيون به لم يستوعبوه بعد. والحزب منقسم.

ثم يأتي الرميد ويقولها.

دون تردد يقولها.

معلنا نهاية رفيق الدرب. واستمراره هو. واستمرار سعد الدين العثماني. واستمرار وزراء العدالة والتنمية.

فهو رجل المرحلة. أما بنكيران فقد انتهى. وزال. وواهم من يرى عكس ذلك.

ولكل مرحلة رجالاتها. وقادتها. أما بنكيران فلم يعد موجودا.

وقد أكتبها أنا. وقد يكتبها أي شخص. لكن مستحيل أن ينطق بها الرميد.

شيء لا يصدق.
وأكيد أنهم دسوا له هذا التصريح.

وأكيد أن مصطفى الرميد بريء.

لا. لا. لم يقل ذلك.

ونتخيل أي شيء يأتي من الرميد إلا أن يحسم بهذه الخفة.

ولا يراعي ما يشعر به أنصار بنكيران.

ولا يراعي تجربته. وأثره. وتشبث جزء كبير من مناضلي العدالة والتنمية به. وبما يمثله.

ولا يراعي حزبه.
وبكل قسوة يحسم في مصير بنكيران.

كأنه عدو له.

كأنه كافر.

كأنه ليس منه.

ولو مجاملة. ولو تقديرا منه للحالة. ولوضع الحزب. ولو تطييبا للخواطر. ولو إبعادا منه للشكوك التي تحوم حوله. ولو من أجل المظاهر.

لكنه لم يهتم.

ولم يبتعد عن مسرح الجريمة.

وقالها

كما لم يقلها أحد

قاسية

ومؤلمة

قالها كطعنة

قالها كأي غريب

كأي عدو

وببرود يحسد عليه

حتى أن لا أحد يصدق

حتى أن الذين سمعوها مذهولون.

ولا يصدقون.

إنه ليس هو.

شخص ما ينتحل صفته.

ويرسل الرسائل موقعة باسمه

ويقلد صوته.

فلا تذهب بكم الظنون بعيدا

وليس الرميد من يقولها

الرميد بريء

وشجاع

وبطل

وليس هو من يقول إن بنكيران انتهى

ولو جاؤوا به وأعلنها أمام الملأ

وسمعها منه كل العالم

فليس هو

ولا تصدقوا

التحكم.