محمد سقراط كود////
ككل سنة وببشاعة نيكروفيلي متمرس يخرج شباب عشرين فبراير الحركة من قبرها ليضاجعوها وسط الشوارع العامة في المدن التي تسببت في مقتلها وهم يتغنون بالشعارات التي أخصت الحركة رافعين صور شهداء مزعومين ، لحركة بزعماء وهميين ورموز مذعورين وشهداء مزعومين ، ولكن لازال شبابها يملئهم الإيمان بها بعد أن خورتها الأحزاب السياسية والجماعات الدينية وجعلتها مطية لكل مطمع فردي على حساب الحركة.
وككل سنة يحتفل شباب الحراك بخيبتنا الجماعية ، بالمحاولة الثورية التي كشفت عن جشعنا ، كبتنا ، انتهازيتنا ، بطولتنا الزائفة ، ضيق أفقنا وإتساع خرزنا ، تهافتنا ، صورنا الإستعراضية التي توثق لغبائنا الجماعي جنبا الى جنب مع الثوريين والإنتهازيين والإسلاميين ، ذكرى الأخطاء الفادحة والأمال الزائفة والخدلان المؤسساتي ، ذكرى امتطاء الإحزاب لظهورنا ، ذكرى الخلافات الصبيانية والإتهامات المخزنية ، لاشيئ يدعو للفخر أو للإحتفال ، ولكن كمازوشيين أصيلين نحتفل في كل ذكرى بهذه الخيبة .
كان الأجدى أن تنسى الحركة ، أن تمحى من التاريخ ، أن يشطب عليها من الذاكرة ، فلا عاقل يبغي الإحتفال بذكرى خيبة جماعية ، خيبة العلاقات الزائفة ، والرفقة الإستغلالية ، والحب الكاذب ، ولكن حتى وإن إحتفل بها فليكن بسبب مساهمتها الكبيرة في رفع معدل استهلاك البيرة فالمغرب ، ومعدل توالد المواقع الإخبارية والصفحات النضالية ، بل ولات الحركة كتنافس المعهد العالي للصحافة بتخريجها عدد كبير من الصحافيين المتمرسين .
هذه هي الحركة فآشنو لي غادي يخلي أي واحد فكل سنة يهز هاديك الراية الكحلة الشبيهة براية داعش ويخرج للشارع ، باش يحتافل بذكرى ثورة مخصية سلمية بلا موس بلا جنوية، لي محققات تاحاجة من غير أنها ساهمات فوصول لخوانجية للحكم ، لي كانوا غادي يوصلوا ولكن هاد المرة بشرعية شعبية وبنسبة تصويت كبيرة ، وفاللخر نسميوها ذكرى انتفاضة شعبية ضد رموز الفساد لي أغلبهم تزادو قوة ونفوذ من بعد الحركة ، راه لا شيئ يدعو للإحتفال بل هناك الكثير مما يدعو للخجل من المشاركة في تلك التجربة والكثير يدعو للأسى على أصدقاء آمنوا بالحراك لكنهم تخوروا على يد انتهازيين آخرين من نفس الحراك .