حميد زيد – كود//

إذا سمعت سيدتي ابنك يقول لك: كبي لي أتاي. كبي لي هاواي. كبي لي القهوة. أو أي كبي. فاضربيه في الحين.

ولا تترددي سيدتي.

و اضربيه على مؤخرته بالحذاء. أو بالحزام. أو بالمقلاة. أو بأي شيء. إن هو نطق بها.

فكلمة كبي تؤدي رأسا إلى السجن.

وكل من يقولها يدان بسنتين حبسا نافذا.

والضرب في هذه الحالة مستحب. و رادع. و يجنب الأسوأ.

ويجنب السجن.

ومن الأفضل أن لا يتعلمها الطفل وألا يستعملها . وألا يرددها. وألا تكبي له أي مشروب. في الوقت الحالي على الأقل.

لذلك عليك أن تكوني حذرة سيدتي.

ولا تدعي صغيرك يتعلم هذه الكلمة الداعرة. والخطيرة. والممنوعة.

ولا تكبي له. ولا يكب لك.

اشطبي عليها. اسحبي كبي من اللغة. ومن التداول. ومن البيت. ومن المطبخ. ومن الكوب. ومن كأس الماء.

ومن طنجرة المرق.

ولو اشتد عطشه. فلا تستسلمي. ولا تضعفي أمامه. ولا تكبي له الماء.

فكبي اليوم خطر داهم. وقد تسلب الشباب والمراهقين حريتهم.

وقد يخرج ابنك من المنزل ويدس كبي في كلمات. ويصنع بها أغنية. مع أصدقائه. و دون أن تدري يتحول فلذة كبدك إلى معتقل.

لذلك لا تسمحي له بأن يقول لأحد كبي.

اشتري له أنابيب للشرب. ومصاصات. كي لا يضطر لأن يقول كبي.

فهذه الكلمة ممنوعة. و يحرمها القانون.

هذه الكلمة طابو.

هذه الكلمة. وإضافة إلى الدين والجنس والسياسة تدخل في “رابوع” التحريم.

ولا يجب أن تكون في معجم الأولاد.

يجب حذفها من اللغة.

يجب حماية النشء من استعمالها.

يجب تنظيم حملات تحسيسية و توعوية في المدارس. وفي دور الشباب. وفي الإعلام العمومي. كي يعرف الجميع الخطورة التي يشكلها فعل كبي.

فقد كانت الحرية في أغاني الماضي ممنوعة.

كانت السياسة

كان للأغنية الملتزمة والهادفة كلماتها.

كان لها جمهورها الذي يستمع إليها سرا.

أما الآن

فالخطر كله يأتي من “كبي”.

ومن يكب

فلا يلوم إلا نفسه.