حميد زيد ـ كود//
كُنْتَ صراحة موفقا. وكل كلمة قلتَها كانت نابعة من القلب
كنتَ صريحا مع المغاربة.
ولم ترتكب أي خطأ.
ولم تتحدث إلا عن ابنك ومساره التعليمي الموفق.
وهذا حقك الطبيعي. وحق كل أب يحب ابنه.
لذلك لا تعتذر لأحد.
لا تعتذر لأي مغربي عما فعلت.
إذ يظهر أن المواطن المغربي أصبح في الآونة الأخيرة حقودا. حسودا. هشا.
وأي كلمة تجرحه.
وأي تصريح يهينه.
وأي لقب يشك فيه.
ولأقل شيء يغضب ويشعر بالنقص وبالإهمال والتهميش.
حتى إنه لم يحترم حتى الآلة. وشك فيها هي الأخرى. واعتبرها ضده.
ومنحازة لآل وهبي. ولآل فلان وعلان. وللأقرباء. وللأصدقاء.
واعتبرها غشاشة. وممتهنة تزوير.
واعتبرها تابعة لك. ومتحكما فيها. وفاسدة
بينما الآلة مصنوعة كي تكون محايدة. ولا تميز بين المغاربة. ولا تميز بين الألقاب.
الآلة صارمة.
لذلك لا تعتذر يا عبد اللطيف وهبي.
ثم ما الضرر في أن ينجح أبناء الوزراء والمحامين والقضاة والنقباء.
ما العيب في أن تكون المحاماة مهنة متوارثة.
ما العيب في أن يكون اسم وهبي في كل مكان. وفي كل باب. وفي كل مكتب.
وكل من تكررت أسماؤهم العائلية في لائحة الناجحين.
لكنه الحسد.
والحقد الطبقي الذي تغلغل في كل النفوس والعقول.
ما العيب في أن ينجح الأخ والأخت والصغار والزوجة في دفعة واحدة.
ما العيب في أن تكون الأسرة كلها متفوقة. ومحامية.
والسلالة.
وشجرة الأنساب كلها.
والذين ولدوا. والذين سيولدون.
وهل إلى هذه الدرجة صار المواطن المغربي يستكثر على غيره النجاح. والتفوق.
أ إلى هذا الحد لم تعد هناك ثقة في المؤسسات.
وفي وزارة العدل. وفي الوزير.
وهل يرضي المواطن المغربي أن ينجح الأخ وتفشل الأخت.
هل يقبل هذا الوضع لأبنائه.
وإما أن تنجح العائلة كلها أو لا ينجح أحد.
وماذا عن الأم التي ربت الأبناء.
ماذا عن آخر العنقود. ماذا عن نفسيته. وهو يرى إخوانه محامين. بينما هو رفضته الآلة.
وماذا عن أبناء الخال والخالة. وأبناء العم والعمة.
وماذا عن المشرف عن المباراة.
ألا يستحق هو أيضا، أن يصبح محاميا بعد كل المجهودات التي بذلها في الإشراف.
وهل يجوز أن يمارس الأخ المحاماة بينما أخته تضطر إلى البحث عن مهنة أخرى.
غير مهنة شقيقها ووالدها.
وهل تضيع الابنة في هذه الحالة.
وماذا عن الرضيع.
ماذا عن الجنين الذي لم يظهر بعد.
ماذا لو كبر ووجد كل العائلة ناجحة بينما هو في مهنة أخرى.
ومن يعالج حينها هذا التفكك الأسري.
ومن يتدخل لإصلاحه من بين كل هؤلاء الذين يهاجمون وزير العدل.
وهل يعتبر هذا عدلا في نظركم أيها المغاربة.
وقد ضغطتم على السيد عبد اللطيف وهبي إلى أن اضطر إلى الاعتذار لكم.
بينما لم يرتكب صراحة أي خطأ.
وإذا كان هناك شخص عليه الاعتذار فهو الآلة.
وهي التي يجب أن تستقيل. وتفكك. كي نعرف ما بداخلها.
وهي التي يبدو أنها أساءت لوزير العدل.
وخدعته.
بعد أن منحها ثقته.
وهي المتهمة.
حيث لم يعد هناك أدنى شك أنها فاسدة.
وغشاشة.
وفي كل ساعة يظهر أنها غير بريئة.
و مبرمجة.
وأنها تميز بين المغاربة.
فمن أين جاءت هذه الآلة. ومن باعها لنا.
من أرسلها إلينا كي تسيء إلى سمعتنا. وكي تفرق بيننا.
من أقنع وهبي بأنها هي الأفضل.
من يريد أن يجعل من المحامين روبوهات يكتفون بوضع علامة على الجواب الصحيح.
من شغلها.
من دسها في وزارة العدل. وفي المباراة. كي تقضي على عبد اللطيف وهبي.
وكي تدفعه إلى الحديث عن الإجازة الكندية.
وكي تفضح الآلة المغربية التي علينا الحسم في تغييرها
قبل فوات الأوان.
وقبل أن تسيطر العائلات على كل شيء.