حميد زيد – كود//

لا تصلّ يا كريمة بنزيمة.

فصلاتك تعتبر إرهابا في فرنسا هذه الأيام.

صلاتك يترجمونها ترجمة حرفية.

صلواتك ليست دعوات إلى حفظ أرواح الأطفال.

وليست مجرد تضامن تضامن مع سكان غزة المعرضين لقصف لا يتوقف.

صلاتك تدينك.

صلاتك سلوك داعشي.

الصلاة  في حالتك . تعني أنك مناصر للهمج. و ل”الحيوانات البشرية”.

الصلاة دليل على أنك إخواني.

صلاتك معادية للسامية.

صلاتك تدعو إلى رمي اليهود في البحر. وإلى إبادتهم.

وقد ضبطك وزير الداخلية الفرنسي بالجرم المشهود وأنت “تصلي” من أجل سكان غزة. ومن أجل الأطفال والنساء في القطاع المحاصر.

و فضحك أمام كل العالم.

قال إن الجميع يعلم الصلة التي تربطك بالإخوان المسلمين.

ودون أن يضحك قالها.

ودون أن يرف له جفن.

كأنه يتحدث عن شخص لا يعرفه الفرنسيون. ولا يعرفه كل العالم.

فلا تصلّ يا بنزيمة.

لا تدْع إلى أي شيء.

لا تتألم.

لا تتعاطف.

لا تشعر بأي قرب من هؤلاء الأطفال في غزة.

لا يكن اسمك كريم

غير اسمك هو الآخر إلى اسم لائكي لا حمولة دينية له.

لا ترتكب هذه الجريمة الشنعاء. وتصلي.

لا تتطرف.

لا تعبد الله.

لا تكن مسلما.

لا تكن مع المظلومين.

لا تكن مع الضعيف ضد القوي.

فالأمر خطير. وفرنسا الرسمية مسعورة. وهائجة. وقد يسحبون جنسيتك الفرنسية.

بتهمة الصلاة.

وبتهمة الانتماء إلى حركة الإخوان المسلمين.

وفي بلاد الحرية والمساواة والإخاء صارت الصلاة دليل إدانة.

صارت الدعوات إلى التضامن إشادة بقتل اليهود.

وصارت غزة كلمة ممنوعة.

وصارت الدعوة إلى وقف إراقة الدماء. ووقف القتل. تهمة. تستدعي كل هذا الهجوم عليك. من السلطة. ومن الحكومة. ومن البرلمانيين. ومن الإعلام الفرنسي.

وصار عليك أن تتجنب التفكير في الأطفال في غزة.

وحتى هذا التضامن البسيط لم يعد مسموحا به في فرنسا.

وحتى غزة صارت لها حمولة دينية متطرفة.

حتى غزة المحاصرة صارت رمزا للتطرف.

ولا تذكر غزة يا كريم بنزيمة. ولا  تذكر القصف. لا تذكر الضحايا.

وفي حالة ما إذا فكرت في أن توجه دعواتك. أو في أن تصلي. فإن فرنسا تسمح لك بذلك.

شرط أن تصلي من أجل إسرائيل.

ومن أجل احتلالها.

وتدعو الله أن ينتقم من الفلسطينيين الذين يرغبون في زوالها.

وإلا فأنت إخواني.

مع أن فرنسا-الدولة هي التي فرشت أرض فرنسا بالورود ليدخلها الإخوان.

وبسبب المال القطري.

صار مسيحيون فرنسيون إخوانا.

وصار رئيس دولة فرنسي أسبق إخوانيا.

وصارت المساجد الفرنسية إخوانية.

وظهرت نخبة فرنسية إخوانية تعبد مال قطر.

وظهر ما يشبه لجانا برلمانية فرنسية إخوانية.

فلا تصلّ ياكريم بنزيمة.

لأن فرنسا الحالية لا يسمح فيها بصلاة المسلم.

فرنسا الحالية لا صلاة فيها إلا صلاة نصرة الجيش الإسرائيلي.

ويجوز أن يصلي  اليهودي  في فرنسا.

يجوز له أن يتألم.

وأن يأسف.

و أن  يخاف.

بينما  صلاتك يا بنزيمة ضد القيم الفرنسية.

صلاتك تهدد اللائكية.

صلاتك مؤثرة على ملايين متابعيك.

صلاتك فيها خطر على النشء. وعلى التعايش. وعلى قيم الجمهورية.

صلاتك تحمل رمزا دينيا.

صلاتك فيها غزة. وأطفال. ونساء.

فيها تضامن مع شعب محاصر. ومحتل.

صلاتك إخوانية يا كريم

صلاتك فاضحة لفرنسا. وتكشف المستوى الذي وصل إليه من يسير هذه البلاد.

وتكشف انحيازهم الكامل لإسرائيل.

وأي نجم.

وأي لاعب كرة

وأي شخص يخرج عن هذا الإطار

فهم يتهمونه ب”أخننة” الدولة.

وحتى كلمات مثل الأطفال. والنساء. والرضع. في غزة.

صارت تعني في فرنسا التطرف.

صار رفض القتل. والدعوة إلى إنهاء الاحتلال. إرهابا بالنسبة إلى فرنسا الحالية.

وحتى بنزيمة.

حتى هذا المهاجم الفرنسي الذي لم نعرفه إلا مسجلا للأهداف.

وبين الفينة والأخرى يرتدي الفوقية.

ويشحط رمضان في المباريات التي تلعب في الشهر الفضيل.

حتى بنزيمة جعلوا منها إخوانيا. لمجرد التفاتة منه. وتضامن إنساني مع  الضحايا.

في بلاد

وفي عالم حر و ديمقراطي

قر بشكل غريب. ومتفق عليه. أن يمنع أي تضامن. وأن ينحاز للقاتل. وأن يشجعه على الاستمرار في القتل. وفي الاحتلال.

مختزلا أكثر من سبعة عقود من الاحتلال.

ومن التطهير العرقي

في ضربة موجعة لإسرائل نفذتها بنجاح مبهر  حركة المقاومة الإسلامية حماس.

الحركة الوطنية.

الحركة الحزب.

الحركة الفائزة في الانتخابات

الحركة التي يدعمها أغلب سكان غزة.

الحركة القوية.

الحركة التي من المستحيل تصفيتها إلا إذا قامت إسرائيل بتصفية كل الفلسطينيين.

متغافلا- هذا العالم الحر والديمقراطي- عن آلاف الأيام الأخرى

التي كان يُقتل فيها الفلسطيني دون أن يصلي من أجله أحد.

ودون أن يدين إسرائيل أحد.

ودون أن يتهمها أحد بالإرهاب.