حميد زيد – كود//
لفرنسا جمال الدبوز المغربي.
ولها الطاهر بنجلون ونبيل عيوش.
ولها رشيدة داتي. وليلى السليماني.
ولها ولنا رئيسة شركة إينجي المولودة في مدينة سلا.
ولها ولنا مهدي قطبي وشبكة علاقاته.
ولوحاته التي يتسابق على شرائها الفرنسيون بسبب تلك الهالة التي تحيط به.
وبسبب قهقهاته وقفشاته ربما
و حين يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المغرب. فإن كل هذه الأسماء تأتي برفقته.
ومنهم من يركب معه نفس الطائرة.
ومنهم من ينتظر وصوله إلى المغرب.
و يأتي أشرف حكيمي.
و يأتي الفنانون. والكتاب.
و يأتي المفكر إدغار مورون لحفل العشاء المنظم على شرف ماكرون وعقيلته.
و بينما يرتقب أن يزورنا الرئيس السوري أحمد الشرع.
فإن لا أحد من السلفيين المغاربة عبر عن فرحته بهذا الحدث.
ولا السلفية المدخلية. ولا الجهادية.
ولا الفنان السلفي محمد الفزاري قاهر الجن اليهودي.
ولا الملاكم الحسن الكتاني قاهر بني علمان والأمازيغ.
ولا داعية السلام عادل رفوش.
ولا صديق العلمانيين والحداثيين الشيخ أبي حفص.
ولا العدالة والتنمية.
ولا تلاميذ الشيخ المغراوي.
لا أحد.
لا أحد من السلفيين المغاربة الحاليين والسابقين.
ولا من قام بمراجعات ولا من لم يقم بها.
ولا بوشتى الشارف.
لا أحد منهم يرحب بالرئيس أحمد الشرع.
ويستعجل قدومه.
وينتظر على أحر من الجمر تأكيد الزيارة رسميا.
معبرا عن استعداده ليكون في الوفد المرافق له.
لا أحد منهم يدعو إلى إنشاء لجنة صداقة سورية مغربية. تضم نخبة السلفية في البلدين.
و مكونة من المشاهير في كل المجالات.
وفي الرياضة. وفي فنون الحرب.
وفي الذهاب إلى تركيا.
كما تغيب أي مواكبة إعلامية لهذه الزيارة التاريخية من موقع هوية بريس.
ورغم أن الحدث غير مسبوق وتاريخي. ويعتبر الأبرز في تاريخ الإعلام الإلكتروني السلفي.
فإنهم مازالوا يركزون على النيل من أحمد عصيد.
وعلى معارضة وزير الأوقاف.
وعلى رفضهم لخطة تسديد التبليغ.
والحال أن كل الأخبار تتحدث عن زيارة مرتقبة للرئيس أحمد الشرع للمملكة المغربية.
ما يفرض على كل سلفي أن يكون في الموعد.
مستعدا
مساهما في إنجاح هذه الزيارة.
وفي وقت ينتقد فيه السلفيون دائما اللوبي الفرنسي في المغرب.
وأبناء ماما فرنسا.
و الفرانكوفونية المتغلغلة في النظام التعليمي وفي الإعلام والمتحكمة في الاقتصاد.
والعلمانية.
والحداثة.
إلا أنهم وحين أتيحت لهم الفرصة للترحيب برئيس يعتبرونه واحدا منهم.
ويتقاسمون معه نفس الأفكار
ونفس العداء للروافض
وحين أتيحت لهم فرصة فرض وجودهم.
ومنافسة فرنسا. ونخبتها.
فإنهم تخلوا عن الشرع. ومارسوا التقية.
ولا فرحة ظاهرة عليهم.
ولا استعدادات سلفية لاستقباله.
ولا مقالات. ولا آراء. ولا حملات. ولا تصريحات تسبق الزيارة. وتهيء لها.
ولا نخبة سلفية في الموعد.
وحتى جاليتنا الجهادية في سوريا فهي غائبة.
وغير مهتمة.
ولا أحد منهم يلعب الدور الذي يلعبه جمال دبوز. أو ليلى السليماني.
ولا فنان في الصورة.
ولا أي مقاتل سابق.
ولا أي مقال تحليلي في موقع الجزيرة أو في العربي الجديد يذكر بالعلاقات التاريخية.
و بتقي الدين الهلالي.
وبرحلة السلفية من المغرب إلى المشرق ومن المشرق إلى المغرب.
حيث يتحمل مسؤولية هذا التقصير سلفيو الشام في الرقة وفي ريف حلب.
كما يتحمله السلفيون في المغرب.
بمختلف تياراتهم
و رياضييهم
ومفكريهم
و فنانيهم
وممثليهم
ومقاتليهم
ورقاتهم الشرعيين.
الذين لم يستوعبوا بعد أن لهم دولة
ولهم علاقات
وأصدقاء
وزيارات
وبدل أن يسندوها
ويدعموها
ويفرحوا بالرئيس أحمد الشرع
ويرحبوا به
و يشكلوا لوبي سلفيا في المغرب
مثل اللوبي الفرنسي واللوبي المغربي في فرنسا
فإنهم يتراجعون إلى الخلف
تاركين الشرع لوحده
دون جماعات ضغط
ودون قوى داخلية مؤثرة
ودون قوة ناعمة
كما لو أنه لم يكن إلى عهد قريب يحمل اسم أبا محمد الجولاني
ويحارب
ويغامر بحياته
من أجل كل السلفيات في العالم
ومن أجل الدولة الإسلامية
التي
لطالما حلمت بها
وبعد
أن قامت
تخليتهم عن رئيسها
و انسحبتم جميعا
تاركين الرجل لوحده يجاهد من أجل تحسين صورته
ويلعب كرة السلة
ويمزح
ويتزين
ويرتدي هندام النصارى و الكفار
ويضع ربطات العنق
من أجل أن ينفي عنه التهمة.