حميد زيد – كود//

عادي جدا أن يتم استيراد عشرة ملايين حقنة فاسدة من الصين.

عادي جدا أن يكون هناك احتمال أنها قد تسببت في موت عدد من المغاربة.

عادي. عادي. هذا لا يهم.

عادي جدا أن يموت المغاربة بسبب ذلك.

عادي جدا أن يتم تهريب الحقن.

عادي جدا دخولها بطريقة غير قانونية ودون ترخيص.

عادي جدا توقيع الوزير.

عادي جدا أن يظهر تحقيق في موقع كود فيه كل المعطيات حول هذه القضية.

عادي ذكر الشركة المتورطة بالاسم.

عادي ذكر المبلغ الذي حصلت عليه.

عادي جدا أن تفوت لها وزارة الصحة الصفقة. وهي تعرف أن الحقن فاسدة. ومهربة. ولم تحترم الإجراءات التي يجب اتباعها.

عادي جدا أن تظهر حبيبيات سوداء في لقاح فايزر بسبب مادة في الحقن الصينية الفاسدة والمهربة وغير المرخص لها.

عادي.

عادي جدا.

كل هذا عادي ولا يستدعي تكذيبا لما نشرناه في كود.

كل هذا عادي ولا يستدعي نفيا للشائعة. ولا يستدعي بيان حقيقة.

كل هذه الفضيحة لا تستدعي أن توليها الحكومة أي اهتمام.

كل هذا والجو صحو. والطقس جميل. والهدوء يعم المغرب.

ثم ما قيمة صحة المغاربة.

لا شيء. لا شيء. حتى تهتم وزارة الصحة بتحقيق كود.

ما قيمة المغربي.

إنه هو الآخر لا شيء ولا يستحق أن يعرف ما وقع.

ولا يستحق أن تتم طمأنته.

وما قيمة كشف صفقة الحقن الفاسدة. ما دام أن لا أحد سيحاسب.

ولا أحد سيهتم.

عادي جدا كل هذا الصمت.

عادي جدا كل هذه اللامبالاة.

عادي جادي أن لا يهتم وزير الصحة بما كتبه موقع كود.

عادي جدا أن لا تهتم الحكومة بذلك.

عادي جدا أن لا يحقق القضاء في ذلك.

فالفساد عادي.

والحقن الذي قد تكون قاتلة أمر عادي.

والحبيبات السوداء التي قيل إنها في لقاح فايزر . والتي تؤكد وجودها مراسلة داخلية. هي الأخرى عادية.

ولا يستحق ذلك كل هذا التهويل.

ولا يستحق كل هذه الضجة.

ولا يستحق كلمة واحدة من وزارة الصحة.

ولا أحد من الأسماء التي ذكرها تحقيق كود فكر في الدفاع عن نفسه.

لا أحد رأى أنه من اللازم تكذيب كل ما جاء في تحقيق كود.

لا أحد قال: هذا كله كذب.

لا أحدد شكك في تحقيق الزميل هشام أعناجي.

ما دام أن لا أحد سيحقق في ذلك.

وما دام أن لا أحد سيحاسب من من المفترض أن يكونوا متورطين.

فعادي. عادي جدا. استيراد ملايين الحقن الفاسدة.

وتهريبها.

عادي تواطؤ وزارة الصحة مع الشركة المستوردة.

ولذلك فهي غير معنية بتبرئة نفسها.

ولا ترى أي ضرورة لأي توضيح.

ولا ترى ضرورة في اللجوء إلى القانون.

ولا ترى أي ضرورة لرفع دعوى ضد موقع كود.

عادي جدا أن يقرأ الناس مثل هذا الأخبار بينما ولا من يحرك ساكنا.

عادي. عادي جدا أن يحصل كل هذا. وتنفجر فضيحة الفضائح. ولا نأمة.

ولا نسمع صوتا.

عادي. عادي جدا. أن يتم اللعب بحياة المغربي.

عادي.

عادي جدا هذا الانحناء للعاصفة حتى تمر.

لأن المغربي ينسى.

ولا يجب الضغط عليه حتى يتذكر.

عادي جدا أن يتظاهر الجميع حكومة ووزارة صحة أنهم لم يسمعوا شيئا.

ولم يقرؤوا أي تحقيق.

عادي. عادي جدا. هذا النهج. وهذه الخطة. في التعامل ما يمكن اعتباره أكبر فضيحة في المغرب.

وتهم صحة المواطنين.

وتهم سمعة الدولة. وتضرب كل المجهودات التي قامت بها عرض الحائط.

وربما لفقنا في موقع كود كل ما جاء في تحقيق الزميل هشام أعناجي.

وقد لا يكون ما كتبناه صحيحا.

ولذلك نستحق أقصى العقوبات.

ونستحق أن يتم حجب الموقع.

لكن لا شيء من هذا حصل.

ولحد الساعة لا شيء. ولا أحد يزعجه ذلك.

لا أحد يرفض الفساد.

لا أحد يرفض اللعب بصحة المواطنين وحياتهم.

لا أحد تعنيه صورته

لا أحد يبالي بأنه متهم بالفساد وبالتواطؤ وبالاستفادة من صفقة حقن فاسدة ومهربة.

وكل شيء عادي.

وملايين الحقن الفاسدة والمهربة مسألة عادية جدا.

لكننا نجعل من الحبة قبة.

ونهول.

فكل هذا الصمت الرسمي عادي جدا.

بينما المشكل في الصحافة. وفي موقع كود الذي يبالغ كثيرا.

ويلفق

ويتحدث في أمور خطيرة. وينشر الوثائق. والمراسلات الداخلية.

والتي قد تكون مزورة. دون أن يكذبه أحد.

و يا ليت الموقع كان يكذب.

يا ليت التحقيق ظلم كل المتورطين الذين ذكرهم بالاسم وبالصفة.

والحال أن كل شيء عادي

عادي

عادي جدا.

الفساد في المغرب عادي جدا

وضروري

وملح الحياة

ولو كان سببا في الموت.

ولو كان يتعلق بالمتاجرة بصحة الناس.

ولذلك فوزارة الصحة في حل من أي محاسبة

وغير معنية بالدفاع عن نفسها.

ولذلك لا يستدعي ما جاء في كود أي توضيح. ولا يستدعي أي تكذيب.

ولا يستدعي أي خوف من المحاسبة

عادي

عادي جدا.

كل ما يحدث هو أمر عادي في المغرب.