حميد زيد ـ كود//

لا أشك لحظة في كفاءة الرفيقة سعاد البراهمة.

لكن من أين لها اشتراكات سلفها عزيز غالي على رأس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

والذي كان يدفع 32 مليون سنتيم في السنة.

وفي اشتراك واحد فقط.

ليحصل على المعلومة.

وليعرف ثمن الأدوية.

وليقارن بين أسعارها في الهند وبين أسعارها في المغرب.

ناهيك عن اشتراكاته الأخرى التي لم يفصح عنها.

وربما تقدر هي الأخرى بالملايين.

ليكون الرئيس السابق للجمعية أكبر مشترك في العالم.

متفوقا على كل المشتركين في الدنيا.

سواء كانوا في اليمين أو في اليسار.

وسواء كانوا رجعيين أو تقدميين.

ومتفوقا على كل المتحالفين مع النظام المخزني.

والذين لا يمكن لأحد منهم أن يغامر ويدفع مبلغ 32 مليونا في اشتراك واحد.

وحتى لو هدده المخزن

وحتى لو سجنه.

فإنه لن يفعل.

وسيفضل السجن على الاشتراك.

لكن غالي فعل ذلك.

واشترك

عن طيب خاطر.

كي يمد الشعب بالمعلومات التي يحتاجها.

وكي ينور الرأي العام.

وكي يفضح الفساد والاستغلال.

وقد تميزت فترة عزيز غالي.

وهو على رأس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

بالكرم الحقوقي.

في كل المجالات.

فلم يكن يبخل في تصريحاته.

وفي مواقفه.

وفي خطابه.

ولم يكن يضيق على لسانه.

وكان يمنح الأرقام جزافا. دون أن يعدها.

وكان يلقي الملايين على المستمعين دون أن يفرق بين الدرهم والسنتيم والأورو والدولار والروبل.

فكل العملات بالنسبة إليه كانت سواسية.

ولا فرق لديه بين عملة وأخرى.

كأي شيوعي محترم يحلم بعالم لا طبقية فيه.

ولذلك فإن ذهاب عزيز غالي سيترك دون شك فراغا كبيرا.

لن يملأه كل من سيأتي بعده. في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

والتي ستجد نفسها بلا اشتراكات.

وبلا معلومات.

لأنه حتى ولو اجتمع كل أعضاء الجمعية.

ومعهم حزب النهج.

فلن يستطيعوا توفير اشتراك واحد من اشتراكات عزيز غالي التي كان يدفعها من جيبه.

دون أن يطلب أي دعم من الرفاق.

ولا أي مساعدة من الخارج.

وكل ما كان يجنيه من صيدليته.

كان يقدمه لخدمة الجمعية.

ولخدمة الشعب المغربي.

وكل وقته

كان يخصصه لحضور برنامج حميد المهداوي.

دون أن يحتفظ لنفسه بأي دقيقة.

كما أنه لم يكن يتردد في الاستجابة إلى كل الدعوات التي كانت تأتيه من المؤثرين.

ومن صناع المحتوى.

ومن برامج الشاو والإثارة.

وقد رفع عزيز غالي بذلك السقف عاليا على كل من سيأتي بعده.

وحتى بلاغات الجمعية في عهده

فقد كانت غير مسبوقة

ومبالغا فيها

وغير معقولة

كما حدث حين طالبوا في الجمعية الرئيس الفرنسي ماكرون بالاعتذار للشعب المغربي.

لمجرد أنه قرر أن يزور المغرب.

ولمجرد أن فرنسا اعترفت بمغربية الصحراء.

وليس هذا فحسب.

ففي عهده تخلصت الجمعية من وقارها

ومن صرامتها الحقوقية.

والنضالية.

وبفضل عزيز غالي

اندمج الرفاق في عالم التفاهة الذي نعيش فيه.

ولم ينفصلوا عنا.

ولم يترددوا لحظة في الظهور في الإعلام الموجه.

ولذلك

ستكون مهمة سعاد البراهمة صعبة

وليس هي وحدها فحسب

بل نحن جميعا

سنعاني

من مغرب خال من عزيز غالي على رأس الجمعية

وخال من اشتراكاته

ومن معلوماته

التي كان يدفع فيها الثمن الخيالي

ليفرقها علينا بالمجان.