حميد زيد – كود ///
يعرف الفقيه أحمد الريسوني أهل السنة. ودول السنة. وخليج السنة.
وقد خبرهم جيدا.
وكان. ولا يزال واحدا منهم. وكم كان طائفيا. و كم كان إخوانيا.
و كم كان السلفيون يحتفون به.
وكم هاجم الشيعة.
وكم كان مع الربيع العربي الإخواني. والسني. برعاية قطر. وحين يتعلق الأمر بالبحرين مثلا. كان يقلل من شأن الحراك.
ويعتبره غير ذي قيمة. وغير مؤثر. ولا يجب دعمه.
لكن يبدو أن أحمد الريسوني ضاق ذرعا بالسنة.
وبإخوانه.
وبارتباطهم بالأنظمة. و بالحسابات السياسية.
ويشعر أنهم خذلوه. وخذلوا فلسطين. والمقاومة الإسلامية.
و بما أن الفقيه لا يرى فلسطين إلا بعين طائفية. ودينية.
فأنا أسايره.و أتفق معه. و أدعم رأيه. وأقول له إن الأسوأ بين الجميع. هم كفرة السنة. وملاحدتها.
وكما هو على معرفة جيدة بالسنة الرافعين للشعار الطائفي والمذهبي.
فأنا أعرف ملاحدة السنة.
وأجزم أنه لا أسوأ منهم بين جميع الملاحدة.
ومن الملاحدة البوذيين. والملاحدة المسيحيين. والملاحدة اليهود. والملاحدة السيخ..
وأن السني حين يكفر يتخلى عن حسه الإنساني. وعن كل مبادئه.
وهو ما لا يفعله أي ملحد آخر.
إذ لم يتوقف كفرة السنة الملاعين فحسب عن التوقف عن دعم فلسطين.
ولم يعلنوا عن هزيمتهم أمام المحتل الإسرائيلي.
ولم يستسلموا.
بل إنهم ارتموا في حضن إسرائيل. و صاروا من أشد المدافعين عن نتنياهو. وبعضهم صار ناطقا باسمه.
ويجد له الأعذار.
ويدافع عنه.
وحين يضع خريطة المغرب منقوصة. يسارعون إلى تبرير فعلته. ويعتبرون الأمر مجرد سهو. ويرجعون الخطأ إلى غوغل.
فيعاود نتنياهو الكرة. ويظهر مرة أخرى خريطة المغرب مبتورة. فيخرج الكافر السني. للدفاع عنه. كأنه ناطق رسمي باسمه.
ويصبح إسرائيليا أكثر من الإسرائيليين. وصهيونيا أكثر من الصهاينة.
كما لو أنه يؤدي مهمة.
وكما لو أن يشتغل لصالح دولة الاحتلال.
وكما يشعر الفقيه أحمد الريسوني بالإحباط من إخوانه السنة. يمكننا القول. إن الأمر لا يختلف عند الكفار السنة.
فقد خذلوا بدورهم رفاقهم.
ولم يكتفوا بالتوقف عن نصرة فلسطين بل أصبحوا مع إسرائيل.
ويتألمون لما يصيبها.
ويتفقون معها في أن خصومها همج وحيوانات ولا يستحقون العيش.
و للأمانة فالسني في كل حالاته لم يعد كما كان. وسواء ألحد. أو تصوف. أو تسلف. أو تأخون. أو تخلجن. أو تدعشش. أو شك في وجود الله.
ويظن الكافر السني أن الكفر لا لا قيم و لا أخلاق له.
وحتى في كفره يفكر بسلفية. و بضدية. تجعله مع المحتل. ومع القاتل.
وضد نفسه.
وضد السني فقط لأنه يؤمن بالله. ولا لشيء آخر.
وضد الفلسطيني لأنه عربي. ومسلم. فيفضل عليه نقيضه. وقاتله. ويصفق له.
وتؤثر عليه المقاومة. ويعتبرها إرهابا.
ويريدها هادئة. ومستسلمة. وفي صف إسرائيل.
وقد كان للكفرة تأثير في كل الأديان.
لكن لم يحدث أن كره كافر نفسه. وهويته. وثقافته. مثل ما فعل الكافر السني.
على عكس الكافر اليهودي. وغير المتدين. الذي جاء بفكرة تأسيس دولة إسرائيل.
والذي يعتز بهويته.
وبثقافته اليهودية. وينتصر لها. ولأساطيرها. ولسرديتها التاريخية.
ولا أعرف كيف يفكر الكافر ذو الثقافة الشيعية. لكني لا أظنه بلغ ما بلغه الكافر السني.
ولذلك
وإذا كان من اللازم أن ننظر إلى دعم فلسطين من هذه الزاوية الضيقة.
وأن نختزل القضية كلها في السنة والشيعة.
فيجب علينا أن نركز على كل الأطياف الشيعية والسنية. وكل تفرعاتهما. وكل التنويعات التي ظهرت عبر التاريخ.
وعلى مؤمني الطائفتين.
وعلى كفار الطائفتين.
وعلى اللا أدريين الذين يعيشون في كنف السنة والشيعة.
ويجب على الكافر السني أن يتحلى بدوره بالشجاعة. كما فعل الريسوني.
وأن ينتصر للحقيقة
ويقيم هو الآخر شهادته ويؤديها
ويعترف أن الواحد صار يخجل من انتمائه إلى طائفته
ومن شدة نصرتهم لإسرائيل
أصبح يفضل الإيمان
أي إيمان
على هذا الكفر السني الفاضح. وعديم الأخلاق والإنسانية.