حميد زيد كود-
من الواجب علينا دائما أن نتفهم ما يقوم به جمهور الجيش الملكي.
فمنذ بلاغ وزارة العدل العجيب الذي ظهر في وكالة المغرب العربي للأنباء، بعد تعليمات ملكية، والذي اعتبر أن أعمال العنف والتخريب في مدينة الدار البيضاء، والتي قام بها قاصرون يشجعون الجيش الملكي، هي ناتجة عن سلوك لا إرادي، ونحن نتعاطف مع هذا الجمهور، الذي يرتكب الجرائم، وهو لا يدري بذلك، يرتكبها وهو في قرارة نفسه جمهور لطيف وطيب ومحترم وودود، لكن ذلك السلوك اللا إرادي يأتيه بغتة، وهو الذي يدفعه دفعا إلى تكسير السيارات وحمل السكاكين والعصي، وإلى الضرب والجرح واعتراض طريق الحافلات وقطع الطريق وتهديد سلامة المواطنين.
حتى أن هذا الجمهور يقترف دائما ما يقترف، ولأنه لا يدري بما يقترفه، وعندما ينتهي من غزوته، يدبج بيانا، تنشره له الصحافة، يحمل فيه المسؤولية للآخرين.
إنه جمهور بريء
ومظلوم دائما
وسلوكه لا إرادي كما ذكرت وزارة العدل ملتمسة إطلاق سراح هذا الجمهور.
وحتى وجمهور الجيش يركل ويضرب عناصر القوات المساعدة يوم أمس، فهو مغلوب على أمره، وقد قام بذلك بشكل لا إرادي.
حماسته زائدة لأنه يشجع الجيش، والجيش قوي، وعنده سلاح، ويلعب مع فرق مدنية، وعيب أن لا يفوز الجيش على المدنيين وفرق المدن، وإذا حصل ذلك، وتطاول فريق ما على الجيش الملكي وجرب أن يسجل عليه، يظهر سلوك جمهوره اللا إرادي، غير المتحكم فيه، والمقبول في نفس الوقت، لأن الآخرين هم الذين تطوع لهم أنفسهم القيام بهذا السلوك الأرعن وغير القانوني والذي لا يحترم المؤسسة العسكرية.
ومن شاهد منكم يوم أمس الإهانة التي تعرضت لها عناصر القوات المساعدة وتعرضت لها الدولة المغربية
ومن تفرج على الفيديوهات والصور التي تظهر تلك العناصر وقد وقعت أرضا وجمهور الجيش ينهال عليها بالضرب
ومن رأى من من المفروض فيه أن يضبط الأمن مقموعا ومضروبا ومهددا في حياته وفارا من الجمهور، فعليه أن لا يفهم ذلك خطأ، وألا ينحاز إلى الرواية الرسمية، وأن لا يصدق الصور والوقائع، فجمهور الجيش الملكي دائما بريء، وإذا ارتكب جريمة، وإذا خرب واعتدى على رجال الأمن وعلى المواطنين، فهو يقوم بذلك بشكل لا إرادي، وغير مسؤول بالمرة عما يقوم به.
إن جمهور الجيش له حرمته، والخطأ في هؤلاء المدنيين الذين يلعبون معه وينافسونه، ويفكرون في الفوز عليه، وإذا ضرب جمهور الجيش عناصر القوات المساعدة فهذا طبيعي، ولا يحتاج إلى عقوبات من الجامعة، ولا إلى اعتقالات، ولا إلى محاكمات.
من ناحيتي أتفهم جمهور الجيش الملكي وأتضامن معه، ولي نفس موقف وزارة العدل التي اعتبرت أن سلوكه لا إرادي، وأرى أن من حقه أن يعتدي على الجميع، على الشرطة والقوات المساعدة والمواطنين وعلى جمهور الأندية المدنية، فلا يمكن أن نحاسب جمهورا على سلوكه اللا إرادي، ولا يمكن أن نضع فريقا يمثل المؤسسة العسكرية في بطولة كرة مدنية وفيها أندية تنفق من مالها الخاص على نفسها وتخسر وتربح وتفلس، ونطلب من هذا الجمهور في نفس الوقت أن يلتزم بالمنافسة الشريفة وأن يكف عن الشغب، هذا مستحيل، فالعسكري يجب أن يلعب مع العسكري، والمدني مع المدني، وإذا لم يحصل هذا، وإذا لم يعد الجيش إلى ثكناته، فإن هذا الجمهور سيظل يعتبر نفسه خارج القانون، وأن لا أحد بمقدوره أن يعترض على جرائمه، وسيظل يرتكب جرائمه دائما بشكل لا إرادي.