حميد زيد – كود ///

هذا هو المغرب الذي كنا نريد.

هذا هو المغرب الموري.

هذا هو المغرب الذي كنا نحلم به.

هذا هو المغرب الاستثناء.

وبعد أن تخلو سجون المملكة. تقريبا. من الصحافيين. ومن معتقلي الرأي.

و بعد أن نطوي الصفحة بالكامل.

وبعد أن يصبح من الصعب العثور على معتقل سياسي واحد في المغرب.

ومهما فتشت عنه فلن تجده.

ومهما قلّب الخصوم في كل مكان عنه فلن يعثروا عليه.

ومها بحث عنه المناضل الحقوقي فلن يحصل على معتقل واحد.

ولن تتاح له فرصة المطالبة بإطلاق سراحه.

ولا توقيع عريضة من أجله.

ولا تعليق صورته.

لأنه غير متوفر. وغير متاح.

فإن المغرب بعد هذا الانفراج الحقيقي سيدخل عهدا جديدا خاليا من التعسف. ومن التلفيق. ومن الظلم. ومن الاعتداء.

وخاليا من الصحافة لئلا تتسبب في مشاكل في ما بيننا.

ولئلا تخلق التوتر بين السلطة وبيننا.

وخاليا من اللغة.

ومن الكلام.

ومن الصراع.

ومن الحوار. ومن الجدل الذي لا فائدة منه.

وخاليا من أي خطاب سياسي.

وخاليا من أي رأي.

وخاليا من الأحزاب.

و سوف يظل الصحافيون مع ذلك موجودين. وبكثرة. و على نفقة الدولة.

ولن نحرم منهم.

لكن الجديد هذه المرة هو أنه لن يكون لهم أي تأثير.

ولن يكون له رأي.

ولن يأتوا بخبر.

و وجودهم مثل عدم وجودهم.

وسوف تظل الأحزاب موجودة. لزوم الشكل. والمظهر.

و سيعم الحب بيننا وبين الدولة. وهي التي ستعتني بنا جميعا.

وبالأحزاب.

و بالمناضلين. والمعارضين. و الرياضيين. والفنانين. والمثقفين.

وسوف نشتغل جميعا في صمت. وفي جو خال من الاضطراب.

دون منغصات من قبيل الاختلاف.

والتعددية.

والديمقراطية.

والحرية.

ولا شوشرة.

لأننا سنكون بعد هذا الانفراج صمتا واحدا. بعد أن كنا في الماضي صوتا واحدا.

ولن نستفز بعضنا البعض.

ولن ننبس ببنت شفة.

واضعين يدا في يد.

وحتى لو ظهر بيننا صاحب رأي وموقف يهوى الاعتقال.

ويحب السجن. والقمع.

فلن تنساق السلطة خلفه. ولن تبالي به. و مقابل ذلك. سوف تغيظه. وتتركه حرا طليقا. يصرخ في برية المغرب.

إلى أن يتعب.

ويفقد أي أمل في وجود من هو مستعد لاعتقاله.

وسيخلو المغرب من العياشة.

ومن خصومهم.

ومن النازلين إلى القاع ومن الصاعدين إلى الجبل.

ومن الإصلاحيين ومن الراديكاليين.

وسيخلو من الرأي ومن نقيضه.

وسيكون هناك انسجام

وسيكون توافق

وإجماع

وسيعم صمت عميق

وسندخل جميعا إلى ذواتنا

مساهمين جميعا في بناء دولتنا الاجتماعية.

مستعدين لمونديال 2030.